13 سبتمبر 2025

تسجيل

سفارة قطر بالخرطوم وفن الدبلوماسية

12 أكتوبر 2015

* خلال إحدی إجازاتنا بالوطن فقدنا جواز السفر ولارتباطات العمل مررنا بفترة حرجة وقتها توجهنا إلی سفارة قطر بالخرطوم مبنی فخم ولافتة بارزة علی الشارع الذي سمي بشارع الدوحة أبواب تراثية لافتة للنظر وما أن طرقنا غرفة الاستقبال قادنا الموظف لمكتب السكرتير الثاني القطري الذي رحب بنا ووضع هاتف مكتبه تحت أمرنا وليومين كنا ضيوفا شبه مقيمين مرحب بهم حتى استكملت لنا الإجراءات المتبعة في مثل هذه الظروف.* هذا المبنی المميز لم يكن يستحق لفت الأنظار إن لم يكن ممتلئا بالنبض الحيوي وقضاء حوائج الناس وملء مواعين الدبلوماسية برحيق الحياة فالمباني عمار أصم إن لم يحوله الإنسان لأمكنة حيوية .* الدبلوماسية فن التعامل الراقي لتوثيق علائق الشعوب ولتقديم قيم بلد الابتعاث في قوالبها الصحيحة فالسفارات هي الأمكنة الناطقة وحاملة لواء غرس القيم والمبادئ. * ما دعاني لكتابة هذه الكلمات المتواضعة في حق أسرة السفارة القطرية بالخرطوم كلمة حق مستحقة تترسخ يوما بعد الآخر للمعول الذي ظلت تحمله دوحة الخير وبالأمس حينما غادر ابني مقاعد الدرس بإحدی جامعات ماليزيا وتطلب الأمر توثيق شهادته من سفارة قطر بكوالالمبور بالوكالة قال له أصدقاؤه لا عليك فسفارة قطر بماليزيا لا تعقد الأمور وقد ذهب صديقه الباكستاني يحمل الشهادة وتوكيلا منه فتم توثيق الشهادة بسهولة ويسر مما أضاف لرصيد الدبلوماسية قيما مضافة.* ويوم الإثنين الماضي قرأت مقال صديقتي د أمينة الجابر ( هيوستن ومستشفی ميثوديست شكرا ) دليل آخر علی فن الدبلوماسية النظيف الذي يمكننا أن نقول إنه ديدن كل حيشان سفاراتنا بالخارج وهي لوحة وضاءة في جبين الدبلوماسية العربية عموما وقطر علی وجه الخصوص وأنموذج يحتذی لمن يريد أن يستقي العبر ويماثلها ويقلدها في محيط عمله خاصة موظفي الخارجية والقناصل وأسرة السلك الدبلوماسي جميعهم لأن وظائفهم وظائف مزدوجة بمعنی إنجاز المهام الرسمية وحمل لواء النبل وتقديم دروس لكيفية احترام عادات الشعوب في دول المقر وإبراز قطر اليوم كعلامة بارزة في خارطة العالم.* ألف حمد الله علی السلامة أخيتي د أمينة لزوجكم وشكرا لكم علی مقالكم النابض بكلمة الحق لمن قام بواجبه علی أكمل وجه في وقت تتراجع فيه كثير من المؤسسات ببعض دولنا العربية عن أداء واجباتها الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بالشين والتصرفات الرعناء من موظفين اعوج أداؤهم ولا يجدون من يلجم خروقاتهم التي لوثت الأثواب البيضاء الناصعة .* شكرا لطواقم سفارتنا بالخرطوم وهيوستن وكوالالمبور ولكل من قام بواجبه بهمة وظيفية وقيم إنسانية تزيد من أرصدة الشعوب المسلمة والعربية من المحيط إلی الخليج .همسة : كم هو رائع حينما ينير لك أحدهم الطريق