17 سبتمبر 2025

تسجيل

غياب الشفافية يؤدي إلى تراكم المشكلات

12 أكتوبر 2011

تبدو كلمة الشفافية أخف حدة من كلمة الصراحة وإن كانت الكلمتان تؤديان إلى الهدف ذاته ، بيد أن الشفافية الغلاف الخارجي المطعم بنكهة الصراحة فيما تكون الصراحة في بعض الأحيان مرة ومؤلمة ربما تتيح الشفافية نوعاً من المرونة إزاء تصحيح المفاهيم وتصويبها من باب أرحب إن صح التعبير ، أي صراحة بنكهة الفانيليا أقصد الشفافية ويبدو أني حاكيت عشاق الأيس كريم ، فلك أن تتخيل كم تؤثر النكهة في محتوى الشيء الجميل الذي تحيط به ، وطالما أن الصراحة يستحيل تطبيقها على جميع المستويات فإن اقتباس الأسس الداعمة لمسارها يعبر عن وجود النية وسلامة التوجه ،إن الارتباط بين الأسس الداعمة للجودة يحتم الحرص على تكامل المستويات على نحو يحقق جدواها، وتتباين المستويات وفقا لنوعية الارتباط، فارتباط الشفافية بجميع المستويات والتخصصات بل والتوجهات سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية عبر استيعاب أبعاد الخطط المدروسة بهذا الصدد ووفقا للإحصاءات التي ينبني في ضوئها تحديد الاحتياجات بشكل أقرب إلى الدقة، أو من خلال استقراء الاحتياجات التي تنبني وفق التوقعات المستقبلية، وهذه المسألة تقديرية غير أنها لا تقل أهمية من حيث الرصد والـتأمين والإفصاح كذلك ، من هنا فإن نظرة المخطط للواقع والمستقبل، قد تختلف عن المستفيد أو المستهلك لعدة اعتبارات وكلا الاثنين يحرصان على المصلحة العامة، أكاد أجزم بأن المشاكل التي تواجه أمتنا تحديداً هو الغياب الاختياري لعنصر الشفافية الذي يسهم في تقريب فهم وجهات النظر على نحو يشرح الظروف فيما يتربص الغموض ليقذف الشكوك المتناثرة والتي تقوى شوكتها يوماً بعد يوم وتغزل نسيجها في كل حين مدعومة بوكيلها الحصري الإشاعات لتتحول إلى إعصار يصعب صده. إن تفهم المواطن للظروف المحيطة واستيعاب الإرهاق الاقتصادي الذي يعاني منه البلد بشكل عام سيخفف من حدة التوتر إزاء الفعل ورد الفعل على المستوى الفردي بل بالعكس سيكون عونا لكل مايسهم في ارتفاع المستوى ، ومن خلال الأزمة الاقتصادية العالمية والتي حطت رحالها لتثقل كاهل اقتصادات الدول ومدخرات الشعوب تكون الصراحة مرة فعلاً على المستوى الرسمي بيد أن الشفافية هي مخاض التوعية وتمرير القيمة المعنوية المعنية&nb sp; بطبيعة المشاكل من واقع انسيابية التمرير وبالتالي فإن الفرد يسهم كذلك في البحث عن الحلول فضلا عن التماس العذر ، إن قيمة الاعتبار يجب أن تكون في مستوى التداول بين الجميع بين الطبيب ومريضه بين الطالب ومعلمه بين المسؤول والمواطن ، وكما لاحظنا من خلال الأزمة الاقتصادية العالمية شبع الناس تنظير أن ينقصه الكثير من الشفافية وأعني تأثر الموارد بهذا الخصوص أي أن إبراز هذا الأمر بشفافية سيزيل ولاريب عن كاهل الحكومات الأوجاع الناجمة من غلاء الأسعار وهي تحاول لجم هذا الغلاء بكل استطاعتها وإمكانياتها من خلال الدعم ، فيما يبدو المستهلك وكأنه خبير اقتصادي حينما يسمع أو يقرأ التحليلات المختلفة والمبهمة في بعض الأحيان بمعزل عن استيعاب المعادلات الاقتصادية التي تشرح الواقع بأريحية ودون تكلف أو غموض ، إن الابتعاد عن أحاسيس الناس ومشاعرهم وحشو أذهانهم بالخطب الرنانة لايمكن أن يخفض سعر كيلو اللحمة أو رسوم العلاج وما إلى ذلك ، لازال الإفصاح بعيدا عن الملعب وفي دكة الاحتياط فيم يتسبب غياب المايسترو بالهزيمة على كل حال وقد يحول دون مشاركته الفاعله الخوف منه والذي زاد الطين بلة في حين أن الشجاعة الأدبية هذا زمانها ومكانها ، ويؤدي هذا الأمر بطبيعة الحال إلى تراكم الغضب والنقمة في الصدور. إن التقارب الفكري الذي يحقق الانسجام بين الأطراف سيؤدي إلى النتائج الإيجابية . فضلا عن ذلك فإنه سيشحذ الدعم المعنوي الركيزة المؤثرة في سياق الاستقرار فارتفاع المعنويات يعني تحقيقا لمستوى الثقة التي بدورها تنعكس على الاعتبار بقيمته الفكرية والمعنوية . إن السعي الدؤوب لخلق بيئة مستقرة هادئة يعتبر حجر الأساس فيما تصطدم هذه الأسس بالصيغة النمطية للكمال، حينما يتكئ الغموض على حاجز الخوف ويحول دون الاعتراف بالخطأ، بينما يكون الضرر قد بلغ أشده وفق ترسيخ هذا التناقض ، المؤدي بطبيعة الحال إلى النفور، وانكفاء الحد الأعلى من المثالية في بوتقة الاهتزاز وما ينجم عن ذلك من وأد للتأهيل اللائق على نحو يكرس الرؤية السلبية من جهة وما يتبع ذلك من جهد وإرهاق ، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ما الضير في تبيان المفاهيم بصورة دقيقة طالما أن الخطأ وارد في كل وقت ومن أي شخص، للحيلولة دون شرخ الصورة الجميلة، إن قوة الإرادة مقرونة بالإخلاص في هذا الجانب المؤثر بلوغاً إلى شحذ الاقتناع بسلامة الإقناع، ولن يؤتي الإقناع أكله، ما لم تتوفر الشفافية من خلال الصدق والمصارحة ليسقي الوضوح سنابل الخير، ومن هنا فإن طيب الحصاد سيمسي مرتكزاً رئيساً لحماية البلاد والعباد والعقول التي تدرك فتشكر وتعذر كذلك إن قطع الطريق على الفساد و الإبحار في شواطئ الخطيئة يتأتى بالدرجة الأولى من خلال تقويم السلوك ومن فسد قلبه وتردت أخلاقه ولن يوقف مده البائس سوى كشفه وتعرية سلوكه لكي لا يسوغ إفلاته من قبضة النظام تسهيلاً للآخرين في طرق مسلكه البائس، أي أن المتردد سيرتكب المخالفات بإيعاز ولو بشكل غير مباشر من إفلات المتجاوز وتحايله على الأنظمة عبر تشفيره قضاء المصالح بمعادلات يستعصي فك رموزها إلا داخل أسوار الإنفاق المظلمة فيظلم نفسه ويجر المرتبطين بمصالحهم إلى دائرته المخزية.