12 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكرى لا نريد تذكرها

12 سبتمبر 2023

لربما لم يتنبه أحد لتاريخ الأمس والذي كان الحادي عشر من شهر سبتمبر وهو يصادف الذكرى السنوية لحادثة تفجير برجي التجارة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001 من قبل تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن الذي استطاعت واشنطن بعد سنوات من هذه الحادثة المؤلمة لهم والتي هزت العالم بأسره من اغتياله والتكتم على طريقة التخلص من جثته التي قيل إنها قد أُلقيت في غياهب البحر وباتت وليمة للقروش الجائعة وأصبحت واشنطن كل سنة تستذكر هذه الفاجعة بكثير من الحزن بصورة كانت تدعو العالم لاستذكارها في نفس التاريخ لكن ما كان لم يعد بالأمس فالعالم نفسه لم يعد مهتما بهذه الذكرى التي باتت تهم الأمريكيين وحدهم لأن أوروبا تحديدا منشغلة تماما بمشاكلها الاقتصادية الكبيرة وعثراتها السياسية، ناهيكم عن الحرب الروسية الأوكرانية التي أشعلت القارة العجوز من أقصاها لأدناها بعد أن جثم الدب الروسي على أنفاسها وما عاد لذكرى تفجير البرجين الأمريكيين أن تتسلل إلى جدول أعمال الأوروبيين الذين يرون أن لهم أولويات يجب الاهتمام بها عوضا عن مشاركة الحلفاء الأمريكيين ألم تلك الذكرى التي حطمت أسطورة أمريكا التي لا تقهر فكان الانتقام شديدا والاقتران الأمريكي العربي اقتران لا تُفك حلقاته أبدا حتى هذه الساعة لأنه بعدها تغيرت الخارطة العربية والإسلامية تماما ومنها الخارطة الأساسية لدولة أفغانستان التي تم استحلال أرضها بالكامل ونبش أراضي الأحياء والأموات منها بغارات قتلت البريء والمذنب معا للحاق بعناصر القاعدة التي لم تكن هي بريئة أيضا من دماء الآلاف من الأفغان الذين ذهبوا ضحية لأفكار القاعدة المتطرفة وفهم الإسلام على طريقتها الجاهلية المتخلفة بجانب الانتقام العشوائي الأمريكي الذي حصد الأرض والشعب وجعل كل من على هذه البلاد حلالا له حتى أرغمته طالبان بعد أكثر من عشرين عاما على الانسحاب وعودتها لسدة الحكم فلا هنأت كابول بانحسار طالبان المتشددة عنها مع تواجد القوات الأمريكية على أرضها ولا ارتاحت بعودتها لها ثانية للأسف. من عليه أن يستذكر الذكريات اليوم ؟! نعم كانت حادثة كبيرة وهزت العالم خصوصا وأن أبرياء لا ناقة لهم في الحرب الدائرة آنذاك بين الولايات المتحدة والقاعدة قد قضوا دون ذنب وعلى غفلة منهم ونحن ضد أي استهداف للأبرياء في العالم بأسره لكن للأسف العرب والمسلمون جميعا من دفعوا الفاتورة الباهظة كاملة ولا زلنا نسدد هذه الفاتورة التي لا نعرف متى موعد استحقاقها كاملة عوضا عن الدية التي لا تزال تُدفع من الخزائن العربية تعويضا عن جرم استمر حتى الآن أكثر من 23 سنة ويتذكره الأميركيون بكل حسرة وألم وتعجب من أن يستطيع انتحاريون أن يختطفوا طائرات مدنية والتسلل من أجهزة المراقبة الدقيقة من المطارات الأمريكية ويفجروا بها أكبر برجين مأهولين ويحيلوا نهار نيويورك إلى ليل دامس مختلط بالدموع والفقد. عموما إن كانت تفجيرات أبراج التجارة العالمية إرهابا فإن ما حدث من انتقام أسود وأعمى لاحقا هو إرهاب أكبر فإن كان من ذهب فيها ضحايا أبرياء لا ذنب لهم قد تحصلوا على دياتهم فإن أبرياءنا أيضا كانوا ضحايا لا ذنب لهم ولم تكن دية لهم حتى الآن فمن لا يزال لديه حق للآخر برأيكم ؟! في نظري سوف نظل الحلقة الأضعف ونحن من يستنزفنا الآخرون دون أي مقاومة تذكر لذا إن كان هناك ضحايا أحياء فهم نحن بكل فخر !