19 سبتمبر 2025

تسجيل

مقـالٌ يجــب أن يُقــرأ !

12 سبتمبر 2021

اعذرونا ولكن نجاح قطر هو لقطر وحدها ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يُنسب لغيرها أو تشاركها أي منظومة عربية أو دولية أي نجاح دبلوماسي وإنساني أو سياسي سعت له الدوحة بكل قدراتها ومقدراتها المادية والبشرية ولم يتفاعل أي أحد مع تلك المجهودات سوى بمراقبة إلى أين يمكن أن تصل له الدوحة من هذه المساعي، خصوصا في الملف الأفغاني الذي يحاول الكثيرون في المنطقة مزاحمة قطر في دورها الرئيسي والفاعل في هذا الملف الذي وصل لأعلى مراتبه بفضل من الله أولا ثم بفضل قيادة حددت دورها الذي سوف تلعبه في المشهد السياسي العالمي ووضعت أهدافا كان يمكنها أن تضعها قصيرة المدى فقط كما تفعل كثير من الدول وتفشل في تحقيقها بعد مشوار 100 متر لا أكثر، ولكن الدوحة باتت متمرسة عظيمة في وضع الأهداف قصيرة وبعيدة المدى وتحديداً منذ أواخر فترة التسعينيات ووضوح الرؤية القطرية في نيتها وعزمها على أن مركز البلاد يجب أن يتقدم ويتجاوز الصفوف ويصبح في المقدمة ولكنها تحتاج للتروي لا العجلة ودراسة الخطوات وتعلم المشي قليلا فقليلا لتعدو بعدها سريعا تقفز الحواجز حتى إذا ما تمكنت اختصرت مسافة العدو في قفزة يمكن ان يقال لها إنها من أعلى وأغلى قفزات الوثب العالي الذي يمكن لدولة كانت مغمورة سياسيا وأُخفيت عمدا تحت أوشحة دول أخرى تبدو أكبر حجما ودورا بالمنطقة وباتت في الصف الأول ونعم أقولها بكل صوت عال وبحنجرة وددت لو كانت ذهبية لتغني نحن في الصف الأول وليس في الصفوف الثلاث الأولى لأننا وصلنا لأهدافنا القصيرة والبعيدة ونركز حاليا على صياغة غيرها وذلك لأننا لم نعتد الراحة منذ أن بدأنا الهرولة ولم نستكن للنوم حين يغشانا النعاس وأمامنا المشوار لا يزال مفتوحا وطويلا لنا لنجرب طول الخطوة وعمق الأنفاس وسلامة عملية الشهيق والزفير التي تسبق القفزة القادمة وكل هذا مدروس وبتأن لا عجلة فيه ولا ندامة!. في ملف أفغانستان الذي استلمته قطر وهو لايزال يُطبخ على نار مشتعلة وكاد يصل لدرجة الغليان والاحتراق فضلت الدوحة أن تهدئ النار قليلا وتجعل الأمور تسير فيه إلى غير ما يمكن أن يسببه الطعام المحترق من عسر في الهضم وسوء في الطعم فوازنت المنكهات بلا إفراط أو تفريط فقدمت خطوات وتراجعت خطوة وقاست المسافات ودرست النوايا وشكلت ملفا على الشخصيات التي يمكن أن تتقبل وساطتها في الأزمة المشتعلة منذ 20 سنة ومن هي الشخصيات التي لا يمكن أن تقبل بملف وساطة أن يدخل في منتصف الأحداث ولذا لم يكن الطريق مفروشا بالورود للدوحة ولكنها صممت على أن تحيل الشوك إلى زهر إذا ما تحملت العبء الذي يمكن أن يأتي من وراء دورها كوسيط نزيه وبلد فاعل لحل الخلافات وجمع المتنازعين على طاولة حوار واحدة كان أغلبها يعقد في عاصمة السلام القطرية دون اعتراض من أي من أطراف النزاع في أفغانستان وعليه مضت قطر في هذا الملف حتى وصلت لما وصلت إليه من تسيير طائرات قطرية تحمل مؤنا ومساعدات وتبرعات لأهل كابول بعد أن ساهمت مساهمة فعالة في تشغيل المطار الرئيسي في العاصمة الأفغانية في أقل من سبعة أيام كان مستعدا بعدها لاستقبال ومغادرة الطائرات منه وإليه رغم أن الدوحة نفسها لم تعترف بحركة طالبان كسلطة شرعية للبلاد بعد حالها في هذا كحال دول العالم جميعها ولكنها تعلم بأن الواقع يفرض على نفس العالم أن يقر بالخطوة رغم تأجيلها في الوقت الحالي ولكن الإنسانية التي تشعر بها الدوحة تجاه شعب أفغانستان أكبر من أن تُحسب بالأقلام والأوراق والأختام وهو أمر لا يمكن أن يشارك أي بلد قطر فيه لأنها الوحيدة التي تمتلك حقوقا غير قابلة للبيع أو الاستئجار أو المراهنة فيه !. [email protected] @ebtesam777