03 نوفمبر 2025

تسجيل

أزمة اختبار الأخلاق

12 سبتمبر 2017

الذي يبني تصوراته ومواقفه بناء على أكاذيب وادعاءات باطلة ، منصاعا لنوازع الشر وتسويل النفوس الامارة بالسوء ، لن يكون أبدا كالذي يبني تصوراته أو يتخذ قراراته بناء على معطيات الواقع انطلاقا من مكارم الاخلاق والقيم والمروءة ، مما يتماهى مع تعاليم الدين الحنيف. الشهور الفائتة من عمر الأزمة المثارة ضد قطر قيادة وشعبا ، أوضحت بجلاء ما يتحلى به القطريون أميرا وشعبا من طيب الشمائل ونبيل الاخلاق ، في كيفية تفنيد المزاعم الباطلة وتدعيم الردود بالبراهين والحقائق ، مغلفة بمنطق الحكمة ونبذ الخلاف ، بينما تتمرغ أطراف القطيعة في مستنقع الخزي والعار وتزوير الحقائق ، ثم تتنصل عن مسؤوليتها وترمي بها على الطرف المقابل !! . في ظل هذه الأوضاع يأتي دور القائمين على الرسالة الاعلامية واسلوب التعاطي مع الخطاب الإعلامي ، وفق المواثيق والضوابط الأخلاقية الرفيعة ، وتغليب المصلحة العامة. والناظر الى تلك الأوضاع المؤلمة ، بميزان الشريعة والعقل ، متجردا من حظوظ النفس والرأي المتعنت ، يدرك ان التردي الى مستوى السباب والشتم بل والقذف والطعن في الانساب والاعراض ليس من شيم الكرام ، وقد نهانا عن ذلك ديننا الحنيف وأغلظ بها العقوبات ، واذا انزلق الاشخاص الى تلك المثالب السيئة فانهم يعلنون للملأ فشلهم في اختبار الأخلاق والقيم النبيلة. وما يثير الاسى والحسرة ان ينجرف اخوة لنا في الدين والعقيدة والنسب الى تلك الدركات السفلى مقتفين آثار كبراءهم باعتبارهم قدوات ونماذج تحتذى . وقد بيتوا النوايا الخبيثة واستمروا يستفزون قادتنا الكرام وأهلنا الاوفياء من شعب الخليج الأبي لينساقوا ضمن مخطط اثارة الكراهية والبغضاء وقطيعة الأرحام ، حتى قادتهم أفكارهم المريضة الى تجنيد زمرة من الموصوفين بالفنانين لاطلاق عقيرتهم بنعيق ألفه شاعرهم الموتور ، يتهجمون به على قطر وقيادتها الحكيمة ، في مسلسل الجحود وانقلاب الموازين حيث كان اولئك المغنون انفسهم يمجدون قطر وأميرها ويتكسبون مما نهبوا من أموال طائلة أغدقها عليهم القطريون وأكرموهم بالاعطيات الهائلة مما لم يخطر لهم على بال . وفي الوقت الذي يجب ان تتضافر فيه جهودنا جميعا لانقاذ اخواننا المسلمين الروهينغا من أعمال الابادة الجماعية والوان التعذيب البشعة على ايدي المجرمين البوذيين ، نرى ونسمع من دعاة القطيعة والحصار في دول الجوار ما ينم على انهم قد فقدوا بوصلة الأولويات. وفي كل مرة يوقدون فيها نيران أحقادهم يكتوون بنارها ، ليعيدوا الكرة بكيل التهم جزافا بدولتنا وقيادتنا التي يبدو انها تغيظهم بسياسة ضبط النفس وطول النفس ، وهذا بتأييد من العزيز الحكيم. ان عشرينيتهم المزعومة تؤكد انهم من بدأ بتدبير المؤامرات وحشد المرتزقة ليجعلوا من قطر وشعبها خصما لدودا في نزاع مصطنع انقلب على رؤوس صانعيه ، فاصبحت ازمتهم فاضحة لهم واسقطت عنهم اقنعة مزيفة فياليتهم يتعظون ويعتبرون مما جرى لغيرهم ؛ فالواقع يفصح ان حصارهم يطوقهم ويوردهم المهالك ، وإنه ليسرنا ان يكونوا في امن وسلام ووئام مع شعوبهم ، ويحزننا ان يظلموا من ولاهم الله عليهم من الرعية ، فاستهانوا بهم واستخفوا عقولهم. وقد افشل الله كل محاولاتهم اليائسة واحترقت اوراقهم الخاسرة ، وما زالوا مصرين على الانحياز الى خندق القطيعة ، وهكذا يروق لشياطين الأنس والجن ان يفعلوا. ان تناقضاتهم الصارخة تنم عن نفوسهم الحاقدة ، فكيف يعتبرون مطالبة شعبهم بحقوقه المشروعة خروجا على ولي الأمر موجب لاقسى العقوبات ، بينما يسعون لزعزعة أمن شعب وأمير يسود بينهم الحب والتكاتف والولاء ، ويعتبرون اثارة الكراهية بينهم أمرا مطلوبا ومباركا لديهم ، ونحن نحمد الله على أنعامه علينا بحكام منصفين كرماء ، يبذلون الغالي والنفيس من أجل راحتنا وتوفير أفضل سبل العيش الكريم لنا. ان الازمة بيننا وبين اخوتنا الخصوم أزمة اخلاق وانهم خسروها بامتياز ، والفرصة سانحة ليعودوا الى رشدهم ويتصالحوا مع شعب الخليج الوفي الأبي ، ويخرجوا من أزمتهم سالمين ، ان هم استجابوا لدواعي الخير والنجاة ، واحتفظوا بما تبقى لديهم من ماء الحياء. لوحات ارشادية من أمثال وحكم الشعراء: إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا وقال شوقي : واذا أصيب القوم في أخلاقهم فاقم عليهم ماتما وعويلا.