10 سبتمبر 2025
تسجيللا شك أن بناء شخصية الإنسان العربى لابد أن تبدأ بإعادة النظر فيما يتعلمه أطفالنا منذ البداية الأولى .. ويجب أن تطال تلك الحلول من يقومون على التعليم من معلمات ومعلمين وإعادة تأهيلهم وإمدادهم وتدريبهم على الحلول الجذرية والغير تقليدية التى يجب أن تشمل كل عناصر العملية التعليمية . وكثيرا ما أتذكر ما كان يردده الراحل الدكتور سيد عثمان وهو من كبار رجال التعليم فى العالم حيث كان يشرح نظريته فى التعلم لطلبته فى كلية التربية بجامعة عين شمس وغيرها من جامعات العالم والتى كانت تستند على ثلاث محاور رئيسية : - الأول وهو بهجة التعلم .. وهذا لا يتأتى إلا بحب المتعلم لما يدرس .. بمعنى سروره بما يتعلمه . - الثانى هو بيئة التعلم .. وهو ما يمكن تحقيقه بربط التعلم بالبيئة التى يعيش فيها الدارس . - أما ثالث وأهم تلك المحاور فهو المسئولية الإجتماعية للتعليم ويكون ذلك بانتقال الأثر الإيجابى للتعليم من المتعلم إلى أفراد أسرته .. ثم تتسع الدائرة لتشمل عائلته وأقاربه .. ثم تزداد الدائرة إتساعا لتشمل معارفه وأصدقاءه .. حتى تصل إلى المجتمع كله فى نهاية الأمر . وقد جاب الأستاذ الدكتور سيد عثمان جامعات العالم لشرح نظريته هذه كما يقول تلميذه النجيب الأستاذ أحمد الحمصانى فى رسالته " ركائز الجودة " فى بريد الأهرام .. وهو بالمناسبة أحد رجال التعليم المعروفين الآن فى مصر .. ويُحمد له تذكره لنظرية أستاذه فى زمن عز فيه الوفاء . ولا شك فى أن نظم التعليم فى عالمنا العربى – والتى كان د.سيد عثمان ومعه العديد من علماء التربية يحاولون تطويرها – مسئولة بدرجة كبيرة عن إنهيار مواصفات البشر لدينا على كافة المستويات وذلك لأن القيم والمعايير الأخلاقية تتشكل فى سن مبكرة .. هى سنوات التعليم الأولى على الأخص فى مراحل الإبتدائى ورياض الأطفال والتى تنطلق فيها الطاقات العقلية والوجدانية والتى تعمل على تشكيل وتنمية المعتقدات والقيم الأخلاقية التى تلبى حاجة الإنسان وفطرته إلى الفهم ونزعته إلى الإشباع الروحى . وسنحاول فى مقالاتنا اللاحقة أن نتطرق إلى شكل نظم التعليم لدينا – الآن وفى الماضى – وإلى ما نطمح إليه من تطورات تمكننا من توسيع إستخدام القدرات العقلية وتنشيطها فى عملية إكتساب المعرفة وجعلها قادرة على استمرار التعلم وتطوير الخبرات فى المدرسة والمجتمع وعلى المستوى الشخصى .. بمعنى أن يكون ذلك التطوير ذاتيا وجماعيا داخل وخارج نطاق التعليم المدرسى وبعد إنتهائه . فإلى مقالنا القادم بحول الله .