16 سبتمبر 2025

تسجيل

أتحدث عن الأطباء ..1

12 سبتمبر 2014

كنت فى السابق قد كتبت مقالا يحمل عنوان " عن الأطباء أقول " .. وكنت أنوى أن تكون مجموعة من المقالات نلقى فيها الضوء على عمل الأطباء وتصرفات بعضهم .. ولكننى لظروف خاصة بى أضطررت للتوقف وفى نفس الوقت كان هذا المقال دعوة أرجو فيها أن يسمح لى عزيزى القارئ فى الخروج عن النمط الذى تعوده منى فى الكتابة .. على أن نعتبر هذا المقال وغيره استراحة يصحبنى فيها القراء إلى حيث كنت .. واليوم أعود لأستكمل ما بدأناه على أن نلقى الضوء فى البداية على ما سبق أن أوردناه فى مقالنا الذى أشرنا إليه مع الإعتذار عن أى تشابه قد يكون بين هذا المقال ومقالنا الآنف الذكر ولكن الأمر حتمته الضرورة وفرضته الظروف .. هيا بنا . فى الآونة الأخيرة تعرضت لبعض المشاكل الصحية مما اضطرنى لزيارة بعض الأطباء فى عياداتهم الخاصة .. والأطباء – شأن سائر البشر – تتباين شخصياتهم وتختلف طريقة بعضهم عن البعض الآخر فى التعامل مع الناس .. وهذا شئ طبيعى .. ولكنهم جميعا يتفقون فى عدم المحافظة على المواعيد التى يحددونها – بأنفسهم - لعملهم لدرجة أننى بدأت أشك فى أن لديهم جميعا رغبة فى أن ينتظرهم الناس أطول فترة ممكنة لعل هذا يُضفى عليهم المزيد والمزيد من الأهمية .. مع ملاحظة أننى دائما أزعم أننى – أى العبد لله كاتب هذه السطور – هو الشخص الوحيد فى مصرنا الحبيبة الذى يحافظ على مواعيده .. أو حتى يلقى لها بالا .. هذه واحدة .. الشئ الآخر الذى لمسته خلال تجربتى الأخيرة هذه هو عدم الاهتمام بأن تكون أماكن انتظار المرضى متناسبة مع اسم الطبيب ومكانته والتى تتناسب تناسبا طرديا مع المبالغ الطائلة التى يتقاضونها والتى تزداد كل فترة وأخرى .. المهم فى أماكن الانتظار أن تستوعب أكبر عدد من البشر وليس مهما أن تكون المقاعد مريحة أو حتى ذات مساند للأيدى حتى يريح المرضى وذويهم أذرعهم .. بل تجدها أيضا غير كافية فى بعض تلك العيادات مما يجعل الأقل مرضا يتنازل عن مقعده لمن يُعانى أكثر منه أو تبدو عليه دلائل المرض والإرهاق .. هذا فضلا طاولة متهالكة تتوسط المكان وملقى عليها بعض المجلات والكتب القديمة التى استحال لون ورقها إلى اللون الأصفر بمرور الزمن وبفضل ما تحمله من أتربة .. ولن يكتمل المشهد حتى ترى جهاز التليفزيون الذى أجزم أنه كان فى منزل الطبيب ثم أحضره إلى العيادة بعد انتهاء مدة خدمته الافتراضية وشراء جهاز أحدث منه .. وغالبا ما تجد سيدة من المتقدمات فى العمر اللاتى يتابعن المسلسلات تطلب من التمورجى أن يشغل جهاز التليفزيون فيقوم متكاسلا ويفعل ذلك .. وحينها نكتشف أنه لا يوجد جهاز لتشغيل الأطباق وأن جهاز التليفزيون قادر فقط على استقبال القنوات الأرضية مثل ما كان سائدا فى ستينيات القرن الماضى . ومن ضمن أهم ما نلاحظه فى مسألة الأطباء أيضا هو تحمس الأهل والأصدقاء لطبيب بذاته لدرجة أن أحدهم يكاد يقسم أن أبقراط نفسه لا يُقارن به .. ويضرب لك العديد من الأمثلة على براعته وعدد المرضى الذين ساعدهم على الشفاء .. ولابد أن يوقعك هذا فى حيرة حتى تحسم أمرك وتستقر على اختيار أحدهم لتفاجأ بمشكلة جديدة .. لا يوجد حجز فى موعد قريب .. ولا يحل هذه المشكلة إلا تدخل هذا الصديق أو القريب والاتصال بالتمورجى وتحديد موعد لك مع توصية أن تذهب مبكرا وأن تكون كريما معه على هذه الخدمة التى لا نظير لها . وهناك تفاجأ بما أسلفنا عن أماكن الانتظار التى تجلس فيها لوقت طويل يكون كافيا لأن يزداد المريض مرضا فوق مرضه .. وأن يمرض من يرافقه أو يكاد .. وأخيرا تأتى اللحظة الموعودة ويدعونك للدخول إلى غرفة الكشف ومقابلة الطبيب .. لتجد مفاجأة أخرى فى انتظارك .. نتوقف عند هذا الحد على أمل اللقاء بكم فى مقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين e mail : [email protected] [email protected]