07 أكتوبر 2025

تسجيل

كذب الساسة

12 سبتمبر 2013

استهوتني الكتابة في السياسة ليس من منطلق حبي لها، بل لانها اصبحت سهلة بعد ان استمرأ الساسة الكذب وأضحى منهجا صريحا لهم، وهذا مؤشر دامغ على رداءة الوضع السائد، كما انه مؤشر أزمة يدل دلالة قاطعة على ان الساسة يظهرون الكذب المكشوف من خلال رداءة تصريحاتهم واللغة والمحتوى الذي يدورون في فلكه، وهو ما يعكس غياب القدرة على اتخاذ القرار الصائب. الرئيس الامريكي باراك اوباما زعيم اكبر دولة في العالم استهوته ايضا لعبة "سياسة الكذب" بعد ان وجد كل القادة والمسئولين من حوله يمارسون الكذب، كان صادقا عندما اعلن انه وباسم الانسانية وباسم التاريخ وباسم الحياة سيؤدب الرئيس السوري بفعلته الشنيعة ضد شعبه، الا ان صدقه كاد ان يدخله في دوامة ازمة فتراجع عن قراره ودخل لعبة الكذب للخروج من هذا المأزق، واتخذ قرارا لا زال الناس يريدون ان يعرفوا ما هو الصدق في القرار الذي ينتظر العالم سماعه. الحالة التي يمر بها الرئيس اوباما بعد ان اعلن ببساطة قراره الخطير لخصها احد المدونين بهذه المقولة "اوباما يقول لقد تأكدنا بالتأكيد من استخدام النظام السوري لاسلحة كيماوية.. ولكننا سنقوم بالتأكيد من التأكد الذي تأكدنا منه لنكون متأكدين بشكل أكيد.. ونؤكد اننا سوف نتأكد ونصل لنتائج أكيدة مؤكدة.. ثم سنقوم بجمع كل التأكيدات المؤكدة لنؤكد للعالم المتأكد بأننا متأكدون بشكل أكيد".. يا فخامة رئيس اعظم دولة في العالم هل تريد ان تكذب على العالم بهذه التأكيدات الفارغة. هل تعرف يا فخامة الرئيس المثل العربي الذي يقول "ان كنت لا تدري فتلك مصيبة، وان كنت تدري فالمصيبة اعظم" كل الذي نسمعه ونراه ولا زلت غير متأكد من ان النظام السوري يمتلك السلاح النووي، ابعدما اعترف بوضع ترسانته النووية تحت اشراف الامم المتحدة لتدميرها وانت غير متأكد بان هذا النظام الشرير يمتلكها. الكذب السياسي هو اخطر أنواع الكذب لأنه يعمد إلى تضليل الأمة بأكملها، هناك مقوله رائعة لجوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي السابق مفادها "اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك."، وفي كتاب "افول السيادة" نقل مؤلفه ولتر. ب. رستون عبارة مدهشة قالها له صديق روسي مهاجر مؤداها: "من الممكن لشعب كامل أن يعرف بأنه يُكذب عليه ومع ذلك لا تكون لديه فكرة واضحة أو مفيدة عمّا يمكن أن تكون عليه الحقيقة". ومن قرأ كتاب (الأمير) لميكافيللي يعرف ان أمراء ورجال السياسة كي ينجحوا في خططهم ويحتفظوا بكراسي الحكم، لا بد ان يمارسوا الكذب. هذا هو حالنا، فماذا ننتظر من أناس استهوتهم المناصب والكراسي واستأنسوها، يتواطئون على شعبهم بأبخس الأثمان، فاستمروا في الكذب والله من ورائهم محيط، فدعوة المظلوم نافذة ومستجابة. وسلامتكم