13 سبتمبر 2025
تسجيلفي هذه الأيام التي أتواجد فيها في عاصمة الرياضة الدوحة وخلال سفري من الرياض إلى الدوحة والتي أستمتع دائماً أن أصل إليها عن طريق البر بدأت أراجع ذكريات 13 سنة ماضية ووجدت أن علاقتي بدأت بالدوحة منذ عام 1420ه وكانت بداية العلاقة عن طريق كرة القدم أي أن سبب تواجدي في أرض الدوحة كانت بسبب المشاركة في مناسبة رياضية وفي إحدى بطولات الخليج للأندية وعلمت أن كرة القدم أو الرياضة هي التي جعلتني أرتبط طيلة الفترة الماضية بهذه الأرض الطيبة وبأهلها ولن أتحدث عن قطر وأهل قطر وعلاقتي بهم التي تمتد لأكثر من عقد من الزمان لأن المقال والمقام والكلام لن يفي ولن أكون منصفاً بكلمات معدودات في حق شعب كريم متواضع محب يشعرك دائماً بأنك بين أهلك فليس لنا في قطر غربة بل أهلٌ وأحبة وإخوان. ولكن اليوم سأتحدث عن لغة الرياضة وثقافتها وسحرها والتي سبق أن أكدت بأنها لغة جميلة لمن أحسن استخدامها والحديث بها. الرياضة ياسادة ليست ممارسة هنا أو هناك بل هي كما قلنا سابقاً حضارة وثقافة وصحة ورسالة ننشر من خلالها كل شيء قيمنا وعاداتنا وثقافتنا ونندمج من خلالها مع العالم وندمج العالم معنا ومن الجميل أن نجعل منها رسالة سلام ومحبة فهي وطن كبير نعيش فيه ونعايشه بل إنها هي المجال الوحيد الذي تذوب فيه كل الحواجز وتنتهي فيه كل المشكلات الصحية والاجتماعية والثقافية بل والسياسية فالرياضة هي الوحيدة التي ترفض السياسة ومشاكلها وترفض أن تتدخل فيها وهي الوحيدة التي تقرب المسافات وتجمع الشعوب في مكان واحد ومدرج واحد وملعب واحد بل هي الوحيدة التي لا تفرق بين كبير وصغير ولا ذكر أو أنثى وليست ملكاً لأحد الكل يملكها ويملك التعامل معها في كل مكان وزمان الفقير والغني. ولاشك أن قطر قد تكون الدولة العربية الوحيدة التي أجادت لغة الرياضة فكراً وثقافة عملاً وتنظيماً شكلاً ومضموناً فهي حتى هذه اللحظة هي الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت أن تحقق الكثير من الأولويات في شتى مجالات الرياضة وعلينا أن ننصفها في عمل جبار جعلها عنواناً للنجاح يجعلنا نلقبها بعاصمة الرياضة بل إن ما قدمته قطر من تجربة رائدة في صناعة الرياضة يجعلها تجربة فريدة من نوعها في العالم لذا لابد أن نسجل اليوم إعجابنا بهذا النهج الرياضي المميز الذي تقوده قطر بشكل أدهش العالم. لست مبالغاً لأنني أتحدث عن منجزات ليست تمنيات ففي رأيي أن قطر استطاعت أن تسخر الرياضة لتكون داعماً حقيقياً للمجتمع القطري والخليجي والعربي بل وداعماً لعوامل التنمية والتطور والانتشار ووفرت على نفسها الكثير من العناء في دهاليز العالم وجعلت الكل اليوم يتحدث عن قطر ومنجزاتها وحضارتها بل ووجهة للكثير من جميع دول العالم لأنها أجادت لغة الرياضة وصناعتها وعرفت كيف تسخرها في خدمة وطن وشعب وأمة. اليوم علينا أن نفتخر جميعاً بهذا النموذج القطري الجميل الذي نشاهده ونعايشه بل نلمس ثماره. نعم قطر اليوم علمتنا معنى وأهمية الرياضة وأنها ليست لعباً ولهواً بل هي ثقافة وحضارة وأمن وفكر وصحة وصناعة واستثمار في المال والمجتمع والوطن ورسالة سلام ومحبة نرسلها لكل الشعوب في كل مكان.