12 سبتمبر 2025

تسجيل

شوارعنا مظلمة.. إلى أين؟

12 سبتمبر 2012

رغم الجهود الكبيرة المبذولة للنهوض بشبكة الطرق والشوارع في البلاد، تبقى الشوارع الداخلية داخل المدن و(الفرجان) بعيدة كل البعد عن مفهوم التطور، حيث تعاني في أغلبها من ضعف، كما تأثرت طبقتها بالضغط الواقع عليها من السيارات والشاحنات على مدار السنين فامتلأت بالتعرجات والالتواءات التي تزعج جميع السيارات المارة. والغريب والمزعج في هذه الشوارع أنها وان شهدت عمليات رصف وتعبيد فان الوقت يطول بعمليات الصيانة والتطوير هذه لتضيف بعداً مزعجاً بسبب اشغالات الطرق فيها وانتشار الاتربة في الجو اثناء عمليات الرصف فضلاً عن المشكلة الأساسية، وهي رداءة الشوارع في الأساس. إنها حقاً مشكلة كبيرة يعاني منها معظم المواطنين والمقيمين في مناطقهم المختلفة، وما أن يستقل المهندس أو الطبيب او الموظف او المعلم سياراتهم حتى تبدأ معاناتهم مع الشوارع الداخلية ويحلم كل واحد منهم بالوصول الى الطريق الرئيسي سليم البنية. وحتى يكتمل وصف مشكلات شوارعنا الداخلية فلا يفوتنا التنبيه والتحذير في ذات الوقت من غياب اعمدة الانارة عن تلك الشوارع، ولا يقتصر هذا الامر على منطقة بعينها بل يشمل جميع المناطق تقريبا، سواء الريان او الغرافة او السد او بن محمود او غيرها. فكلها تعاني من نفس الداء وتغيب عن شوارعها الانارة الليلية مما قد يتسبب في حوادث مرورية بين السيارات، خاصة عند التقاطعات الداخلية بهذه الشوارع، كما ان المارة بهذه الشوارع باتوا - هم الآخرون - معرضين للتعرض لحوادث مرورية. ان الوضع الحالي لشوارعنا الداخلية في حاجة الى وقفة وتشكيل لجنة متخصصة تقوم بدراسة مشكلات الشوارع داخل المدن و(الفرجان)، ووضع حلول عملية في خطة تطبيقية وادخالها حيز التنفيذ في اقرب وقت ممكن. ويجب ان يشارك باللجنة جميع الوزارات والجهات ذات العلاقة بالبنية التحتية وشبكة الطرق والشوارع، كما يستلزم الأمر التنسيق بين جميع هذه الجهات وألاّ تسير كل جهة في مسار منفصل فيحدث التفرق وتتشتت وتضيع الجهود. كلمة أخيرة علينا جميعاً ان نعمل وفق مقولة: "إذا لم تكن لديك البيانات والمعلومات الكافية واللازمة فمن المستحيل ان تستطيع القياس والتخطيط بصورة سليمة". واعتقد بأن مهام اللجنة المتخصصة المطلوب تشكيلها لدراسة الشوارع الداخلية لم يخرج عن جوهر هذه المقولة.