14 سبتمبر 2025

تسجيل

طينًا تشكله الأيام

12 أغسطس 2023

بعد أن مررنا بكل تلك المحطات خوفًا من أن يفوتنا القطار… بعد أن سال عرق الجبين ركضًا وراء السُبُلِ وسعيًا وراء حياة مجهولة كدنا نتملكها، خوفًا بأن تضيع الودائع أو أن تضيق المخارج… بعد كل أخذٍ وعطاء، وبعد كل نقصٍ وزيادة، بعد كُلِ قعودٍ ووقوف، وكُلِ تزلزلٍ وثبات… بعد هذا كُلَه، ما بين البسمةِ والدمعة! وما بين الشهقةِ والدعوة! بعد محاولاتٍ كثيرة وكثيرة… شمسٌ عالقةٌ بذهني لا أزالَ أرسُمُها، كدائرة بعينين ممتنتين، وفمٍ مبتسم يحكي المزيد والمزيد، وبأسهمٍ شعاعية تعكس لبعيد ما هو أكثر بكثير. الشمس.. رمزٌ أكادُ استخدمُهُ عادًة لأعبر عن امتناني، امتنان كبير لا يسعه القلب، لا يصفه اللسان، ولا تكاد الحروف أن ترويه حتى! امتنان يزنُ لياقتي وسط ازدحام العطايا، والحرمان، والهِبّاتِ، والبَسَمات! امتنانٌ يتقاطر بلطفٍ كغيماتٍ باردة مُحملةٌ بأمطار الإجابة، امتنانٌ نسيمَهُ يُستنشق كهَباتٍ من الريحان والطيب. احملُ رضًا يُقبِل وجه الحياة بما فيه من ندوب، ويصقل واقع الأمور بأنه مُقدرٌ ومكتوب! رضًا يحتويني وسط بقية العيون الضيقة التي لم تكد تبصر بهجة الحياة وذهبية محاسنها. نعم! ما زلتُ طينًا لينًا تشكله الأيام بالصبر بالنضج بالمِحنِ وبالمحاولة والصقل… نعم! لا زال قلبي منفطرًا منشرحًا داعيًا راجيًا مطمئنًا ومُسَلِّمًا لكل ما هو آتٍ… نعم! لا زالت يداي تمسحُ ما فاض من عينيّ منهمرًا بيقينٍ غالب… نعم! ما زلتُ أُقدِر كم هي نعمةٍ عظيمة منَّ بها عليَّ سبحانه… فالحمدلله