27 أكتوبر 2025

تسجيل

من الذي ضيّعك يا عراق؟!

12 أغسطس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عشرات الآلاف من العراقيين تظاهروا بالعاصمة بغداد، احتجاجاً على غرق البلاد في بحر آسن من الفساد، لا تطهره مياه دجلة والفرات!. انقطاع دائم للكهرباء، وتردي الأوضاع الخدمية والمعيشية، ونهب رسمي للبلد لم يتوقف منذ الاحتلال الأمريكي في 2003. بلد ينام على بحر من النفط، يعاني فيه المواطنون من صعوبة الحصول على المشتقات النفطية، تجبرك على ترديد ما قاله المتظاهرون بلهجتهم العراقية الجميلة: "عمي يا بواق النفِط.. قلي النفط وين قِلي.. صار الوضع مو خوش وضع .. والريحة فاحت .. فاحت"!. تلك العبارات لا تعبر عن شعور عام بالفساد فقط، ولكنها تعبر عن نتيجة الاحتلال الإيراني للعراق، أرضا وموارد وساسة ومعممين، حيث لم يبقوا للعراق سوى اسمه الخالد في التاريخ، ولكنهم مزقوه وسرقوه وأوهنوه كما فعل المغول بالضبط. قبل أيام، وصلتني صورة تعبر عما وصل إليه التعليم في العراق في سبعينيات القرن الماضي، حيث أعلنت اليونسكو في 1977 أن التعليم في العراق بات أفضل تعليم في المنطقة، بل بات ينافس الدول الإسكندنافية. ومن يذكر مناهج التعليم العراقية ذلك الوقت، والتي استوردتها غالبية دول الخليج في حينها، يستوعب صلابة وجودة ما وصل إليه التعليم هناك خلال تلك الفترة. شاهدت صورة تجمع بين العالم آينشتاين مع مجموعة من تلاميذه الخواص، وكان من بينهم العالم الفيزيائي عبد الجبار عبد الله، الذي عين بعد ذلك كأول رئيس لجامعة بغداد. تابعت ما سبق وأنا أبكي على حالها بعدما حكمتها الطائفة، حيث تتجاوز نسبة الأمية فيها هذا اليوم 30% غالبيتهم نساء. الفساد يورث الجهل والذل والفقر، وهذا ما فعله الساسة والمعممون الذين نهبوا العراق باسم المذهب، بعدما نهبه المحتل الأمريكي باسم الحرية، وحولوها إلى أراض وأملاك مستباحة. قبل أشهر خرجت الدكتورة ماجدة التميمي عضو اللجنة المالية البرلمانية في مؤتمر صحفي، تعرض بالوثائق أجزاء بسيطة من ذلك الفساد. وكان مما كشفته، فضائح تأثيث مكتبي نواب للرئيس بـ23 مليار دينار عراقي، ضيافة أسبوعية لمكتب أحد الوزراء بمبلغ 25 مليون دينار عراقي. تحدثت عن أكثر من 6000 مشروع وهمي لم تنفذ، بلغت قيمة ميزانياتهم المسروقة أكثر من 228 تريليون دينار عراقي!!. الموضوع ليست فيه غرابة كثيرة، ولكنه يعبر عن الحالة التي وصل إليها الشعب العراقي، بعد أن نهبه الاحتلال الأمريكي، ثم تواصل نهبه عبر الاحتلال الإيراني للعراق. لعلكم تذكرون خروج مظاهرات احتجاجية قبل سنتين تقريبا، ضد الحكومة العراقية وضد أحد النواب الذي قام بإجراء عملية بواسير بقيمة 59 مليون دينار عراقي، في استخفاف بشع بأموال الناس. تلك هي العراق التي تحكمها الطائفة، والتي دمرت فيها العلم والتسامح والأمان، وها هي الخدمات البسيطة التي باتت تقدمها أفقر الدول في العالم من صحة وكهرباء وتعليم، باتت تُسرق من العراقيين في وضح النهار، وتُستبدل مكانها بحشود وميليشيات شعبية، ترسل لقتل أهل السنة في مدن العراق المختلفة وفي سوريا وغيرها من الأمصار!. المالكي، المفوض الإيراني السابق الذي كان يرأس العراق، هاجم دول الخليج والمملكة العربية السعودية بالذات، ولم يشعر بالخجل أبدا، وهو الذي باع العراق لإيران، وأفقر العراقيين عن بكرة أبيهم، وساهم في نهب النفط والأرض وإبادة العراقيين. بعض الطوابير الإيرانية في دولنا، ما زالت تتفاخر بالنموذجين العراقي واللبناني، وقد شاهد العالم أجمع، كيف أحال حكم الطائفة والمذهب، تلك البلدان إلى "قاعا صفصفا"، "كأعجاز نخل خاوية"!. برودكاست: لم تكذّب الحكومة الإيرانية خبرا، حيث كفّرت المتظاهرين الذين خرجوا ضد الفساد الحكومي في العراق. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية آبادي، اعتبر المتظاهرين بأنهم فئات غير مسلمة، وأن أداء الحكومة العراقية ممتاز وكفء!. وإذا كان الأولون يقولون: لا يمدح العروسة إلا أمها، فنحن نقول: من يمدح هذا السوق إلا من ربح فيه، وتمدد فيه، وسرق قوت العراقيين وعيالهم منه، لينشر في العالم خبثه وخبائثه. دولنا التي أضاعت العراق، وأسلمتها للاحتلال الأمريكي والصفوي، آن لها أن تنتصر للشعب العراقي بسنته وشيعته العرب، الهاربين من جحيم الاحتلال الإيراني، ما عدا ذلك، فهو تخلٍّ آخر، بل ضياع آخر لهذا الشعب المكلوم في عروبته وهويته.