11 سبتمبر 2025
تسجيلوجودنا في هذه الحياة لا يكتمل إلا بحياة يكتمل فيها الظاهر مع الباطن وفي ذات الوقت لابد من دين يسيرها والدين لا يكون شكلاً، بل هو باطن عمل ونية ومنهج وعمل مستمر في كل شأن، ونحن عندما نعيش حياتنا فنحن نعيشها داخل بيت وأسرة ومجتمع لا تقوم إلا بمنهج يديرها والكثيرون لا يعلمون أن سعادتهم لا تكتمل إلا عندما يكون سبباً في سعادة من حوله وأنه لن يجد العون الرباني ما لم يكن في عون أخيه وأن أبواب الرزق تفتح عندما تكون يد تعطي وتنفق وتتصدق وتعين وتغيث وأن باب الشهرة الأعظم في السماء والأرض عندما تكون أثراً مؤثراً في نفوس الناس وتكون دعوة تطلق من قلب يتيم أو مسكين أو أرملة أو محتاج سعيت في قضاء حاجته. السعادة يا سادة أن تكون أنت مصدرها وشعاعها، سيل يخرج في كل وادٍ من أودية الخير التي لا تعد ولا تحصى وتعس من عاش حياته ينظر لنفسه بعين الأنا التي لعنت فرعون وطردت من قبله إبليس. ولعل مظاهر الحياة وملذاتها وشهواتها وانغماسنا فيها جعلنا نفتقد لحس المسؤولية نحو المجتمع، أفراداً وجماعات، بل جعل كلاً منا يعيش في صومعته منهجه نفسي نفسي، يحتال ويمكر ويكيد وينسى أن العدالة تأتي في لحظة. لذا عندما تشعر أنك لست أنت وترى الناس بعين فرعون كبراً وتنسى أنك طين وفطرة الخالق صنعا، وتصبح طاووسا يرقص فخرا وفرحاً، فعليك أن تتذكر كيف كنت ومن تكون، وطيناً منه خلقت وفيه ترقد وتعلم حينها كيف تكسر عين فرعون كسراً وتعلم كيف تؤدب النفس كل يوم متى ما علمت أن النفس تعجب بنفسها. إن من مآسي المجتمع أفراداً وجماعات أنهم غيبوا أنفسهم عن مناهج الحياة التي هي قانون رباني لا يمكن أن يخيب صاحبها. ألم يقل الله في الحديث القدسي: (أنفق يا ابن آدم أنفق عليك)، والرسول الكريم يقول: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات)، كل تلك هي محفزات الحياة الكريمة التي ننشدها جميعا ولكنها تغيب عنا في صراعات الحياة التي كثرت في هذا الزمان، بل للأسف هناك من جعل من نفسه حجر عثرة في طريق الناس. لذا لابد أن نفهم فقه الحياة والتعايش من خلالها وكيف تكون أعمالنا لها انعكاس مباشر ومؤثر في حياتنا ومستقبلنا وأن كل عمل نعمله سلباً أو إيجاباً لن يكون عبثاً، بل هي بصمة نضعها هنا وهناك سيأتينا ، اليوم أو غداً، فأنا وأنت وهي جميعنا مثل الشجرة التي تغرس، فمن يسقيها سيجد ثمرها، وكل منا لديه ماء يسكبه فليفكر كل منا بأي ماء يريد أن يسقي شجرة حياته ليعلم أي ثمرة يريد أن يأكل والدنيا دول، يوم لك ويوم عليك، فكن مع يومك دائماً ليكون معك أبداً وفهم قانون الحياة حكمة لابد من تعلمها، فذلك الدين القيم.