18 سبتمبر 2025

تسجيل

قروض الإجازة الصيفية

12 أغسطس 2014

لقد بدأ الموسم الصيفى والإجازات لكافة شرائح المراحل العمرية، ومع ارتفاع درجة الحرارة أصبحت الرغبة الملحة لدى الغالبية العظمى للسفر وقضاء إجازتهم خارج البلاد، وسواء كان ذلك مع أسرهم أو بمفردهم، وذلك فيما يتعلق بالعوائل بالدرجة الأولى، وإضافة إلى متعة الشباب للسفر والترحال في ربوع أوروبا مع ذويهم، وهذا أمر طبيعى لكسر الروتين اليومي وتجديد الطاقة الداخلية بعد قطع شوط، سواء كان فى الدراسة أو العمل، وخاصة أن مسأله السفر إلى أي وجهة خارجية سواء كان إلى دول أو أى دولة عربية أصبحت التكاليف المادية متاحة للجميع ولا تجد فيها أي معاناة نفسية؛ نظراً لارتفاع مستوى الدخل الفردي للمواطن وأصبح يتمتع بأعلى درجة من الرفاهية، مما أتاح له فرص السفر إلى الخارج وقضاء إجازة مع أسرتة أو مع أصدقائه، ولكن ما يدهشك هو ما تسمعه الآن مع زيادة الرواتب من زيادة تطلعات الفرد ليس فقط إلى الجوانب الأساسية والأولية، بقدر زيادة التطلعات إلى أعلى درجات الرفاهية المفرطة، مما وصل بالكثير إلى اللجوء للقروض البنكية واستخراج فيزا بنكية وإتاحتها إلى أعلى درجة مسموح بها، وذلك من أجل إجازة صيفية لا تتجاوز شهرا ويلجأون للبنوك والقروض وربما لا يستطيع تسديدها إلا على مدار سنوات قادمة، إضافة إلى الديون السابقة التي على أكتافه، وسواء كانت من أجل شراء منزل أو سيارة خاصة وغيرها من الأسباب، وربما بالنسبة لبعض النساء تلجأ للقروض من أجل تجهيزات زواج أو لشراء ماركات عالمية للتباهي بها بين أسرتها وأصدقائها، وأصبحت القروض البنكية أمرا طبيعيا فى حياة الكثير بيننا، ولدرجة وصلت بين الكثير ويرددها البعض بأن لا تكون مواطنا بالدرجة الأولى ما دمت لست مقترضا من البنك، ولهذا وصلت بنا السلفليات وكثرة القروض إلى متعة الاستهزاء بها وكيفية تسديدها على مدار سنوات بدون أي درجة من الوعى الفكرى بأننا لا نلجأ لها سوى للضرورة القصوى، حتى لا نكون أسرى القروض، ولكن لا حياة لمن لا تنادي لدى الكثير في اشتهار مقولة الكثير بينهم أن البنك لم يبخل في إعطائك ما تريد من تسهيلات بنكية وأفضل من أن تتطلب من أحد من البشر، وذلك لقضاء إجازة سعيدة باختيار أفضل طيران على الدرجة الأولى وإن كانت أسرة كبيرة واختيار أفضل فندق وما لها من سلسلة التنقلات والوجبات الغذائية بأعلى اسعار ممكنة، وذلك لأن الإجازة إلى ربوع أوروبا لا تقاس بالاستمتاع بقدر ما تقاس بالمبالغ التي قمت بإنفاقها، سواء كنت مع أسرتك أو مع أصدقائك، وهذا بالفعل واقع مؤلم نشهده بين كثير من المعارف والأصدقاء، وذلك عند عودته من الرحله الصيفية، فعند عودته وتقوم بمساءلتهم عن رحلتهم، فتجدهم لم يتحدثوا عن الأجواء التي عاشوها أثناء الرحلة، وما هي التجارب المثمرة التي مروا بها بقدر ما يتحدث معك بلغة الأرقام التي قام بصرفها من مبالغ مالية اثناء جولته بالسفر وكأنها اصبحت ثقافة بيننا ولا يعلم الكثير منا أن ما تم إنفاقه في السفر لدى الكثير منا كان سلفة من البنك وستبدأ هموم التسديد بعد أول أسبوع من العودة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لدينا الآن، ما هي الدواعي التي تجبرنا على اللجوء إلى القروض البنكية للسفر، ولم تكن هناك ضرورة ملحة لذلك، ولم لم يكون هناك تخطيط مسبق لهذه الاجازة منذ بداية العام، وإذا كانت هناك الرغبة ملحة للسفروقضاء اوقات ممتعة بالخارج والجميع بحاجة الى التتغير وكسرالروتين بكل اشكاله فلا بد من أن يكون هناك تخطيط مسبق للاجازات السنوية والصيفية وكافة الظروف الطارئة والترفيهية التي نكون بحاجة إليها على مدار العام وحتى لا نكون أسرى القروض والديون ويتحملون أعباءً هم في غنى عنها وتكون سبباً للضغوط النفسية وخلق أجواء مرضية على الفرد والأسرة بأكملها، ويكون لدينا وعي فكري بالآثار السلبية لزيادة الإقبال على القروض البنكية بدون حاجة ملحة إليها ونحن قادرون على ذلك.