16 سبتمبر 2025

تسجيل

ثلاثة إنجليز!

12 أغسطس 2014

الحقيقة أن الإنجليز أصبحوا قوما مغرقين في المادية .. فبعد الخسارة المونديالية القاسية لم يهتموا كثيرا بمحاولات إيجاد حل لمعضلة منتخبهم المتتالية في الوقت الذي بدأت بعض الدول المتهالكة في المونديال حسابات لأجهزتها الفنية وجرد لبطولاتها المحلية .أسوق ذلك لأن الإنجليز سعداء بعد بداية موسم يظهر للجميع قبل بدايته ملتهبا ابتداء بالمعسكرات الأمريكية الجماهيرية وصولا لمباراة الدرع الخيرية التي جمعت مانشستر سيتي بطل الدوري وأرسنال بطل الكأس والتي انتهت بفوز ساحق للمدفعجيه بثلاثية في مباراة ممتعة.هذه المباراة الجميلة والرائعة التي تعكس قوة الدوري الإنجليزي..إلا أنها عكست في المقابل ضعف المنتخب الإنجليزي حيث لم يشارك من ضمن الاثنين وعشرين لاعبا سوى ثلاثة لاعبين إنجليز كلهم من لاعبي فريق الأرسنال وهم تشامبرز وغيبس ورامزي فيما شارك في الشوط الثاني أربعة إنجليز ثلاثة منهم من السيتي الذي لم يبدأ المباراة بأي لاعب إنجليزي! في ذات المباراة التي شهدت مشاركة خمسة فرنسيين منذ البداية لدى كلا الفريقين!ومنذ انفصال الدوري الممتاز عن دوري الدرجة الأولى موسم 1992 والإنجليز يبحثون عن الأموال وبنهم شديد عن طريق حقوق النقل التلفزيوني والتسويق الرائع ومدخولات الملاعب وبيع القمصان وواردات السياحة مما جعل الدوري مع الظروف المحيطة به كأفضل دوري في العالم كما يحب أن يلقب ..وهو ما جلب الكثير من رؤوس الأموال عبر العالم من أقصى الشرق والغرب معا للاستثمار في أنديتها.تجاريا أصبحت الأندية قوية وحتى على الصعيد الأوروبي تعتبر مميزة صحيح إنها لم تبلغ قيمة ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ ولكنها كمجموعة تعتبر مميزة وبين الفينة والأخرى تحقق نتائج عالية ولكن قياسا على المنتخب هي ضعيفة .عام 1966 فازت إنجلترا بكأس العالم .. في ذلك الموسم كان ليفربول بطل الدوري وبيرنلي ثالثا أما مانشستر سيتي فقد فاز بلقب الدرجة الثانية .. وفي المباراة النهائية ضد المانيا مثل إنجلترا لاعبون يلعبون لثمانية أندية أربعة منها وهي ليستر سيتي وفولهام وليدز وبلاكبول لم تعد موجودة في الدوري الممتاز .وفي تلك الأندية وغيرها من الفرق يتواجد اللاعبون الإنجليز ولكن حتى الآن لا توجد إستراتيجية تدفع الاتحاد الإنجليزي لتقليل الاستعانة بكل تلك الأسماء التي تدفع العديد من الفرق للمشاركة في دوري يفوز من خلاله بفريق لا يوجد في تشكيلته أي لاعب إنجليزي.في وجهة نظري إن أي فوز لإنجلترا مستقبلا سيعد مفاجأة والخسارة هي الأمر الطبيعي لمنتخب لا يمتلك أي لاعب في دوريه المحلي! ارسين فينغر مدرب الأرسنال لخص فترته قائلا "بدأت تدريب الفريق ونحن نتحدث الفرنسية ولاحقا الألمانية والآن الإسبانية " ومع ذلك فإن الأمر غير مهم لجمهور تلك الأندية التي تبحث عن الألقاب بأي جنسية كانت؟!