08 أكتوبر 2025
تسجيلالزواج هو شركة بين فردين اتفقا على تكوينها بعقد موثق بميثاق غليظ من أجل حياة أسرية واستمرارا للحياة، وإذا ما بدأت هذه الشركة بالصدق والاتفاق على التعاون وتحمل كل من الطرفين مسؤولية الاهتمام بهذه الشركة والنهوض بها، بحيث لا يترك أحد الطرفين مسؤولية ذلك على الآخر مما قد يخل بنظامها ويحدث لها شيء من الارتخاء وتثارالمشاكل، مما قد يؤثر على مكوناتها، وللأسف هذا ما يحدث في الكثير من الزيجات وخاصة في خلال هذه السنوات الأخيرة من اختلاف النظرة للزواج من قبل الطرفين. فالبعض قد يعتبره مظهرا اجتماعيا لابد منه أو وسيلة لإنجاب الأطفال باعتبارهم الوسيلة لحمل اسم العائلة وعزوة لها، والآخر قد يعتبره أمرا لابد منه حتى لا يضطر لأن يتحمل لوم المجتمع لبقائه عازباً أو عانساً ورفضه لمثل هذه المسميات، وبالتالي يقدم على هذه الخطوة التي يعتبرها البعض إنجازا، ويحاول أن يظهر فيه بأفضل صورة وينفق الكثير من أجل أن يثني عليه المجتمع ومن حوله ويقدم للطرف الثاني أحسن ما لديه. ولكن ما أن تبدأ الحياة الواقعية لهذا الزواج ينسحب منها بشكل تدريجي من خلال انشغاله بالأصدقاء والتحجج بالعمل وقلة الوقت ويلقى كل ما هو من شأن البيت على الطرف الآخر، والذي يكون المرأة التى تضطر إلى القيام بكل مستلزمات تلك المسؤولية وقد يستهلك ذلك الكثير من جهدها وصحتها، وخاصة إذا كانت مرتبطة بالعمل خارج المنزل، فهي من ترعى الأطفال وتشرف على احتياجاتهم بوجود المربيات والخدم وتحرص على توفير الأمان لهم. ويظل الطرف الآخر بمنأى عن أي مسؤولية حتى المالية التي يتخلى البعض عنها لكون المرأة تعمل ولديها دخل !. وهذا الخلل بعينه لأن مسؤولية الإنفاق على الرجل مهما كانت المرأة تملك من المال وإذا أنفقت تنفق بطيب نفس منها، وهذا ما لا يدركه الكثير من الرجال الذين رفعوا أيديهم. ونقول لهؤلاء اجعلوا أيديكم معا مع زوجاتكم حتى تسير السفينة في بحر هادىء، ويسلم الركاب من أي خطر، وبالتالي تنجو كل السفن ولتكونوا يدا واحدة في حماية الأسرة ولينظر كل منكم ما عليه من مسؤوليات نحو هذه الأسرة وأن تسود المودة والمحبة كل أركان البيت.