18 سبتمبر 2025

تسجيل

قبل رحيل رمضان

12 يوليو 2015

بالأمس القريب كنا نستقبل شهر رمضان المبارك ونتبادل التهاني بمناسبة قدومه ، واليوم نحن في الأسبوع الأخير وفي الليالي المباركة منه، بالفعل إنقضت الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك سريعاً جداً كلمح البصر ، طوبى لمن إغتنم هذه الأيام المباركة في الخير واكتساب الأجر والمغفرة ليُكتبَ في نهاية هذا الشهر مع زمرة العتقاء من النار. رمضان هذا العام ككل عام ولله الحمد يأتي محملاً بالعطايا والخيرات من رب العباد ليغمرنا بها ويدعونا دوماً للتأمل والتفكر في ملكوت الله ورحمته العظيمة على عباده.أتى رمضان هذا العام وبلادنا ترفل بثوب الخير والعزة دوماً بفضل الله وبفضل من أسس هذه البلاد على الخير والتقوى ليأتي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ليكمل المسيرة وينقلنا من نجاح إلى آخر ومن طموح إلى آخر فهذا ديدن أبناء قطر الأوفياء الذين عاهدوا الله والأمير أن يكون هذا الوطن دوماً عالياً بوحدتهم و شموخهم وعطائهم ، يارب إحفظ هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.في هذا العام رفع الجميع شعار "ربانيين لا رمضانيين" ، وإعتبروا شهر رمضان فرصة لتجديد النوايا بينهم وبين الله عز وجل ، فراجعوا خلال ثلاثين يوماً أنفسهم ، وقيّموا خططهم في الحياة ، وعززوا نجاحاتهم ، واعتبروا من رمضان فرصة لتصفية نفوسهم من أي نقاط كانت تحول بينهم وبين عباداتهم ، فالعبادات تصفي الذهن ومنها يتعلم الإنسان إدارة الذات ومن ثم إدارة الحياة من حوله ، لهذا فهم ربانيون يعبدون الله في كافة الشهور والأيام ، وليست العبادات والحرص عليها حكراً في رمضان لتمتلئ معها المساجد بصفوف المصلين الذين تفتقدهم بعض المساجد فيما بعد !! ، يارب ثبتنا على دينك.رمضان هذا العام حمل لنا كماً رائعاً من المبادرات الإيجابية القيمة التي تم تنظيمها من قبل أفراد و مؤسسات ، خاصة تلك المتعلقة بالفعاليات الرمضانية والحملات التطوعية المعنية بجمع التبرعات لدعم المشاريع الخيرية داخل و خارج الدولة ، كما لمستُ هذا العام إستخداما إيجابيا ملحوظا في إستغلال شبكات التواصل الإجتماعي المنتشرة في التوعية والتثقيف من خلال عدد من الأوسمة التي تم إنشاؤها لهذا الغرض تحديداً.وقبل أن يرحل رمضان لا ننسى إظهار زكاة الفطر و إظهار زكاة الأموال للأفراد و الشركات في هذه الأيام التي يتضاعف فيها الأجر فالزكاة فريضة من فرائض الإسلام وهي أحد أركانه وأهمها بعد الشهادتين والصلاة ، حيث إنها تُقرب العبد إلى ربه وتزيد في إيمانه ، شأنها في ذلك شأن جميع الطاعات ، وقبل أن يرحل رمضان لنصفي قلوبنا ونتسامح فالحياة قصيرة ونحن راحلون عنها يوماً ما ، أسأل الله العظيم أن يكتبنا من العتقاء من النار وأن يعيد علينا هذه الأيام المباركة أعواما مديدة ونحن بألف خير وصحة وسلام وكل عام وأنتم بألف خير.