18 سبتمبر 2025

تسجيل

أخدمها لتخدمني

12 يوليو 2013

إذا بحثنا عن الدنيا رأينا هذه الأرض البسيطة التي جعلت قراراً للخلق قال الله عز وجل (أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهاراً...) النمل : 61 وقال (الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً...) غافر : 64 يخرج منها أقواتها قال الله عز وجل (وءاية لهم الأرضُ الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون (*) وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون (*) ليأكلوا من ثمره وما عملتهُ أيديهم...) يس 33-34-35 أقوات المخلوقات الحية ويدفن فيها الأموات ومثل هذا لا يدم لموضع المصلحة فيه، ورأينا ما عليها من ماء وزرع وحيوان كله لمصالح بني الإنسان.(هُو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً) البقرة 29 وفيه حفظ الإنسان لسبب بقائه لأن بقاء هذا الإنسان سبب لمعرفة ربه وطاعته إياه والقيام بين يديه سبحانه (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون...) الزاريات : 56 وما كان سبباً لبقاء العارف لربه العابد له يمدح ولا يذم فتبين لنا إن الذم إنما هو لأفعال الجاهل بالله أو العاصي في الدنيا فإنه إذا اقتنى المال المباح وأدى ما أوجب الله عليه من زكاة لم يلم، هذا إذا علمنا أن كبار الصحابة والذين هم من العشرة المبشرين بالجنة على وجه الخصوص كانوا من أصحاب رؤوس الأموال مثل الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص والصديق أبوبكر وغيرهم. وقد بلغت صدقة أبي الحصن علي رضي الله عنه أربعين ألف درهم وهو يقول للدنيا :" ويا دنيا غري غيري" وترك ابن مسعود وراءه تسعين ألفاً، وكان فقيه مصر الليث بن سعد يستغل كل سنة عشرين ألفاً. كما كان جمهور الصحابة مكثرين من النساء- فلم أعلم- أن واحداً منهم اكتفى بواحدة فقط. كان للإمام الزاهد علي بن أبي طالب أربع حرائر وسبع عشرة أمة وتزوج ولده الحسن رضي الله عنهم أجمعين نحواً من أربعمائة حرة طلباً لشرف الانتساب إليه أما طلب التزوج للأولاد فهو الغاية في التعبد وما يتبع ذلك فهو من المباح الذي يندرج فيه من التعبد ما لا يحصى، من إعفاف نفسه والمرأة والسعي على الأهل والأولاد. إن استغلال مجموعة من لصوص المال على ثروات الأمة وترك بقيتها تصارع الفقر والجهل والمرض ليعد جريمة ينبغي أن يحاسب العبد نفسه عليها كما ينبغي أن يحاسبه القانون تحت شعار (من أي لك هذا)؟ إن جعل المال دولة بين مجموعة من الناس يؤدي بالضرورة إلى احتكار أقوات الناس وأرزاقهم ومن ثم يعود ذلك على الأمة بأفدح الخسائر على عقائدها وشرائعها ويفقدها احترام العدو والصديق لانشغال أصحاب (الأنا) في ملذاتهم وترك الأمة وحالها، أما كلمة الجهاد فتصبح والحالة هذه كلمة منكرة، أو تعد من هذر الكلام وفضوله لأن كبيرهم الأول قال- كما أخبر الله عنه (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) المنافقون 7 فهل يرجى للحفيد أن يكون خيراً ممن سبقه في هذا الطريق. فأي جهاد يرتقب من أمة عزلاء فارغة اليد؟ فكيف إذا ضم إلى ذلك فراغ العقل والقلب؟ إن الأمة التي تنحدر إلى أن تصبح الأكثرية عالة تأكل من فتات الأقلية فإنها ولا بد تنحدر إلى الدرك الذي تتحول فيه يقينا للاغتصاب والمهانة والذل. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين