19 سبتمبر 2025

تسجيل

نماذج إدارية تحتاج إلى اهتمام القيادات الإدارية العليا

12 يوليو 2012

يعرّف الموظف في الإدارة الحكومة علميا باسم "موظف الخدمة المدنية" وفي الدول المتحضرة يقوم هذا الموظف بأداء مهامه على أكمل وجه سواء بالاتصال الجماهيري "المواطن" أو تنفيذ المهام التي بين يديه بالسرعة المطلوبة. أستطيع القول ودون انتقاص من مكانة الموظف العام بصرف النظر عن مرتبته الوظيفية بأنه "خادم" بلباسه النظيف وسيارته الفارهة وعبق روائح العطور التي يتزين بها، وهو يختلف عن العامل صاحب الياقة الزرقاء مهما علا شأنه في وظيفته وكلهم في نهاية المطاف خدم مطلوب منهم تأدية خدمة لجمهور الناس أي الشعب بجميع فئاته مقابل مرتب شهري وعلاوات وامتيازات حكومية لا يتمتع بها المواطن العام. (2) قدر لي زيارات بعض الدوائر الحكومية لمراجعة مدير أو وزير أو غيرهم من كبار الموظفين لإنجاز عمل من الأعمال الخاصة التي تقع في اختصاص هذه الوزارة / الإدارة أو تلك. تدخل على مكتب الوزير / المدير عبر مكتب السكرتارية وفي الغالب يكونون من الرجال. في مكتب هذا المسؤول الأول عدد من التلفونات يضاف إليها عدد آخر من الهواتف الجوالة بين يديه، معظم هذه الهواتف في حالة رنين وبأنغام مختلفة توحي بالمنادي وأهميته يرد على البعض ويتجاهل البعض الآخر وذلك حسب نغمة الرنين. طال بي الانتظار في ذلك المكتب وقل عدد المراجعين ولم يبق إلا أنا ما برحت في الانتظار . قلت لمدير مكتب ذلك المسؤول لماذا لا ترد على هذه الهواتف ذات الرنين المستمر، قال بكل بساطة لو أرد على كل مكالمة ما أنجزت عملي، قلت لكني لم أر بين يديك ما يعيق الرد على الهاتف وأيضا قد تقضي خدمة لمراجع بالهاتف وتوفر عليك وعليه مشقة الوصول إليك وأشغالك بوجوده وتقليل الناس من حولك. لم يعجبه قولي على ما يبدو. قلت له لا تغضب هذه ملاحظات محب وأنت موظف عام حبيت أن تسمعها وبودي أن تعلم لو لم تكن في هذه الوظيفة لما كان حولك هذا العدد من التلفونات ولما اتصل بك أحد إلا الأقربون إليك. والحق أن محدثي تمالك نفسه وكتم غيظه وغير مجرى الحديث معي حول ما يجري في سورية ومصر وبقينا نتجاذب أطراف الحديث ولم أنجز مهمتي في ذلك اليوم. ودعت محدثي بكل ود واحترام وعلق قبل مغادرتي لمكتبه إن شاء الله ما تكتب هذا الموضوع في الصحافة قلت له وما يضيرك إذا كتبته دون أن أذكر إدارتكم أو اسم أي موظف، قال والابتسامة تملأ وجهه لا يضيرني شيء وهنا انتهى الحديث. أعرض هذا الموضوع للعامة والخاصة لعل الرسالة تصل إلى كل مسؤول من مسؤولي الوظيفة الوسطى سواء في جهاز الخدمة المدنية أو المؤسسات الأخرى أيا كان نوعها (بين المراجعين والمسؤول الذي يعلوه درجة) ليستجيب لكل النداءات الهاتفية لحل الكثير من الأعمال عن طريق الهاتف . (3) وجه إداري آخر مشرق ومشرف في بنك قطر الوطني "فرع شارع حمد الكبير" لا حظته وبقيت في ملاحظته حتى بعد إنجاز مهمتي في تلك المؤسسة ولوقت ليس بالقصير لعلي أجد اختلالا أو تباطؤا أو تهاونا أو مللا أو تأففا من أداء الواجب الوظيفي من قبل ثلة من سيدات المجتمع الفاضلات العاملات في هذا الفرع الهام، هنا أتقدم بأعظم آيات التقدير والشكر والامتنان لكل العاملين في فرع بنك قطر الوطني فرع شارع حمد الكبير على كل الجهود وسرعة الإنجاز بوجوه تعلوها البشاشة وحسن الأداء، إنه نموذج يعتد به. وهنا أتوجه إلى الإدارة العامة في بنك قطر الوطني وخاصة المدير العام بأن يولي هؤلاء النسوة في هذا الفرع اهتمامه الخاص بعد التأكد مما ذكرت. واعتبارهن قدوة يحتذى بها وأتمنى أن تقوم الإدارة العامة في البنك على تعميم الإشادة بهؤلاء النسوة العاملات في هذا الفرع عبر منشور إداري ليكون حافزا للآخرين. ورسائل شكر توجه إلى كل العاملين في ذلك الفرع والحق يقول: "لئن شكرتم لأزيدنكم" فعلينا أن نشكر ونكافئ من أحسن عملا ونجازي من أساء أو قصر في أداء العمل على أحسن وجه. آخر القول: الإدارة فن وعلم وأخلاق، وشكرا للإدارة العامة في بنك قطر على حسن التدريب والتوجيه وخاصة في مجال السلوك الإنساني والتعامل مع الجمهور، وأتمنى أن يعمم ذلك السلوك في كل دوائر الدولة والمؤسسات الخاصة والعامة.