15 سبتمبر 2025

تسجيل

(زكريت) يا قلب العنا

12 يونيو 2022

سمعت أو بالأحرى قرأت عن مشروع سياحي سيقام عَلى ساحل زكريت في الغرب من شبه جزيرة قطر، حكومي أو خاص لا أعرف بالضبط، لكن ما اعتقده وأظنه عن تجربة أن ساحل زكريت قيمته ليست في استثماره سياحياً، ولكن تركه متنفساً حراً لما لموقعه من ميزة، لعله أروع مكان تغيب فيه الشمس مساءً عن سواحل دولتنا الحبيبة، استمتاع ما بعده استمتاع. بين صمت الصحراء وعزلتها وصفاء الأفق وزرقة الماء، أفضل مكان للتأمل، والخلو إلى النفس والشعور بطبيعة الشواطئ القطرية ولروعة جمالها، بودي لو يترك طبيعياً، الساحل الغربي فاتن وجميل، منتجع سلوى الضخم يكفي حتى لا تصبح جميع سواحلنا غرفا للتأجير، ويصبح الباحث عن الوحدة والطمأنينة من المواطنين الذين عاشوا هذه المناطق وتركوا ذكرياتهم. وجمال مرحلتهم مجرد مؤجر، ليس كل المجتمع له القدرة عَلى تأجير فلل، ولا كل شاطئ مشروع تجاريا، اتمنى على المسؤولين التفكير في المواطن الذي عاش هذه الشواطئ في ريعان صباها وأول بكورتها يحتاج إليها الآن بعد كل هذا التغير المادي والديمغرافي الذي لف البلاد من كل ناحية، يحتاج إليها من أجل ذاكرته، من أجل سلامته النفسية، من أجل أن يعود بالذاكرة لتجد شيئًا تعلق به. التطوير مشروع إنساني بالدرجة الأولى، من نعم الله عَلى الدول أن يجعل لها شواطئ عَلى البحر، البحر هو الأفق المطلق الذي تلتقي فيه السماء بالماء، الماء لا يمكن رسملته، ولكن يمكن اغتيال الأفق بحيازته مادياً وبيعه عَلى الإنسان، فيفقد الطرفان قيمتهما الطبيعية والإنسانية رغم الربح المتكدس من ذلك في خزانة الشركة أو الحكومة.