14 سبتمبر 2025
تسجيلانفلت الحبل وترك على الغارب، لم يعد هناك إلا أن نستعجل حتى لا نغرق، فالبيت أصبح كالفندق أكل ونوم، نجتمع في بهو الصالة وكل واحد في عالمه وهاتفه الخاص بعيداً عن الجميع، وأحياناً الأكل أيضاً في الخارج، وما أن تمر دقائق حتى يصعد الجميع كل إلى غرفته، نعم هذه حال غالبية بيوتنا، نعيش معاً ولكن لا نرى بعضنا البعض إلا لحظات ولا نتكلم إلا من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي أو الهاتف، قد تمر أحداث تغيب عن بعضنا البعض. الكل يمسك بالهاتف أو اللاب توب، والهدوء يكسو الجلسة، ولكن المشكلة ليست في هذا الوضع ولكن في أن للأسف كل طفل أصبح لديه هاتف متوافر له كل وسائل الاتصال وأعني بالأطفال كما هو معروف حاليا حتى سن السادسة عشرة، يدخل هذا الطفل غرفته وبيده الهاتف ويتجول من خلال تلك الوسائل التي تبث الغث وما أكثره في هذه الوسائل والسمين ولكن كون هذا الطفل لم يصل لدرجة إدراك ما هو الصح وما هو الخطأ فيما يفعله، فإنه يطلع على كل شيء وقد يستغرق أكثر وقته في أمور لا يشاهدها بالواقع بالصورة والصوت والكلام فينجذب إليها ويستمرئ مشاهدتها، خاصة فيما يتعلق بالعنف والمشاكسة التي أصبحت للأسف تؤثر على سلوكيات العديد من الأبناء في البيت والمدرسة ويقضي ساعات طويلة أمام الهاتف مما قد يكره معه الخروج من المنزل أو ممارسة أي نشاط آخر، ولا شك أن الجميع يدرك خطورة ما يبث في تلك الوسائل على الأبناء سواء الأولاد أو البنات ولكن أصبح الأهل عاجزين عن منع هؤلاء من الهاتف أو حتى الألعاب الإلكترونية التي دمرت الكثير من عقول الشباب وأصبحوا متلقين لا مشاركين لأن الحبل انفلت وضاع!. لا مانع من استخدام الهاتف أو اللاب توب وغيرهما ولكن لابد من إشراف ومتابعة دقيقة لا يشعر معها الابن أنه في رقابة بالإضافة إلى محاولة إشراك هؤلاء الأبناء في نشاطات تتعلق باهتماماتهم وتنمية مواهبهم وخاصة في فترة الصيف، فالنوادي مفتوحة ومتاح فيها كل الأنشطة التي تستهوي الشباب والصغار، وفترة الصيف فرصة لاستثمار جهودهم ووقت فراغهم فيه مثل تلك الأنشطة، ولكن الحاجة ماسة إلى وجود أنشطة متنوعة وخاصة للفتيات حيث إن النوادي فقط للأولاد، أما الفتيات فهناك ندرة واضحة في ذلك، نأمل أن تجد صدى لدى المسؤولين في توفيرها وهكذا نستطيع أن نتحكم ولو قليلا من سيطرة تلك الوسائل والألعاب الإلكترونية العصرية على فلذات أكبادنا التي أخذت الكثير من أوقاتهم وصحتهم. ومن واجبنا أن نحميهم من أنفسهم ومن تلك الأجهزة التي تقضي على وقت الفراغ، الذي من المفروض أن يمتلئ بما هو مفيد ومثمر.