17 سبتمبر 2025
تسجيلالحمد لله أن الافتراءات والاتهامات الباطلة ضد دولة قطر، تتساقط تباعا، وتسقط معها أقنعة تحجب عن شعب الخليج حقائق ونوايا كامنة، ونقدر لحكومتي الدولتين الجارتين، إعادة فتح الحدود في وجه العائلات الخليجية، بفضل الله ثم بوعي وتضامن أهلنا في الخليج الذين تثبت استطلاعات الرأي رفضهم مقاطعة إخوانهم . أما وصف جمعيات الخير وبعض المحسنين بالإرهاب، فتلك وصمة عار في جبين الجاحدين، واعتراف غير مقصود بشهامة ونخوة أهل قطر الأخيار، وأحقيتها بنيل أوسمة الشرف في كافة المجالات، قال الشاعر: وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود . وقد ظن إخوتنا الأشقاء، أن بإمكانهم ثني رجال قطر عن مواقفهم ومبادئهم النبيلة، حينما تولى الأشقاء الأشقياء كبرهم، ولم يهتدوا إلى الصواب، فالأجدر بهم توحيد الصفوف وتعزيز جوانب القوة لاستمرار وتماسك مجلسنا الخليجي من ناحية، ومجابهة أعداء امتنا المتربصين بنا، فجميعنا مستهدفون . تصوروا كيف ستكون ردود أفعالنا لو أنهم أعلنوا محاصرة الكيان الصهيوني، أو استخدموا أساليب الضغط تلك، لإيقاف مشروع المد الفارسي، وتحرير الجزر والدول العربية التي أضحت محتلة بأسماء وتنظيمات مسلحة .كلنا يدرك حجم الصدمة التي أصابتنا من مقاطعة دولتنا العزيزة قطر من بعض شقيقاتها، ليس لذنب سوى أنها انحازت للحق ورفضت الانسياق خلف مخططات الأعداء، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند . وأي أذهان تفتقت عنها، تلك الإجراءات الجائرة، عندما اختارت لها ذكرى نكسة العرب في الخامس من حزيران، نكاية في تاريخنا المجيد، وقدر الله أن يقابل هذا التاريخ العاشر من رمضان الأغر بما يرمز له من انتصار ضمن بطولات وأمجاد أمتنا في رمضان .وكيف تجاهل أطراف الوقيعة، تبعات فعلتهم النكراء بإغلاق الحدود أمام الأهالي والأقارب من شعبنا الواحد، وهم يقطعون الأرحام ويمنعون الناس أداء عمرة رمضان، وكم من مآس وآلام حدثت بسبب هذا الإجراء الجائر؛ فلماذا تقحمون الشعوب المسالمة في شؤون السياسة التي أصبح اسمها رديفا للخديعة وإخضاع الشعوب ؟!.ليتكم استجبتم لدواعي النصح والتعقل وتوازن القوى، ليكون مجلسنا الخليجي اتحادا مهابا مستقل القرار، وقد كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا الطموح . أما الاحتجاج بحجم الدول الجغرافي والسكاني فإنه احتجاج من افتقد الحجة، وكنا نأمل من قادة الدول الداعية للقطيعة أن يجتمعوا تحت مظلة مجلسهم الخليجي ولينظروا من يستحق القطيعة ليثوب إلى رشده، ومن يصلح لقيادة الركب في خليجنا المعطاء والحذر من التنازع والتشرذم ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )، مع شكرنا العميق للمساعي النبيلة من إخوتنا الأشقاء في الكويت وسلطنة عمان .ونحن على ثقة أن الأمور ستؤول للأحسن بإذن الله، وأن قطر ستحافظ على قيمها الأصيلة المستمدة من ديننا الحنيف ومكارم الأخلاق، ومن ذلك توجيهات ولاة أمرنا بالترفع عن النقائص وتجنب الإساءة .أيها الأشقاء ( الأشقياء )، هلموا بنا نحو التكاتف ونبذ الفرقة والخلاف، والتصدي للعملاء المندسين وتطهير أرضنا من كيدهم، وإذا كنتم في ريب مما ندعوكم إليه، فيكفي قطر فخرا أنها فاقت أقرانها ولم تلاق ندا مكافئا في مناصرة المظلومين والمطالبين بحقوقهم المشروعة .إلى علماء الأمة نشكر العلماء المجتمعين في إسطنبول على إصدارهم بيانا شافيا حول أزمة الخليج الراهنة، فجزاهم الله خيرا، وننتظر بيانا مماثلا من علمائنا الموقرين في أرض الحرمين الشريفين، إبراء للذمة وإعذارا إلى الله، وصدعا بكلمة الحق .