يُراد لقطر ما يُراد لغزة !

كشفت تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة حول الأزمة في منطقة الخليج العربي المستور وأزاحت النقاب عن المؤامرة التي تُحاك منذ زمن ضد قطر، والتي أسفرت نتائجها عن الحصار الجائر على قطر من قبل دول " الطوق الخليجي " !! واتضح جلياً كيف أعطى ترامب توجيهاته لقادة دول الحصار بأن يفرضوا عقوباتهم على قطر للرضوخ والاستجابة لمطالبهم المفتعلة والباطلة وفرض سياسة الأمر الواقع والوصاية ، وهو الأمر الذي رفضته قطر وبشدة لقناعتها بأن هذه المؤامرة يُراد لها تحييد قطر عما سيحدث من سيناريو إقليمي ترسمه أمريكا في المنطقة بأدواتها العميلة في المنطقة !!فعلى حسب المراقبين وما تترجمه الوقائع العملية على الأرض فهنالك ما استدعى القيام بهذه التمثيلية الهزلية والزج بقطر في أتون أزمة اختلقتها أدوات أمريكا في المنطقة ومن ضمنها (دول الطوق الخليجي)، واتهامها باطلاً بدعم الإرهاب دون أي براهين ، وهو ما يوحي بأن الموضوع برمته أكبر مما نتوقعه ، فهم يهدفون من خلال حصار قطر إلى إخراس صوتها لتنفيذ مخططهم الثلاثي ( دول الطوق الخليجي + ترامب + إسرائيل ) وهناك العديد من المعطيات والشواهد بحسب المراقبين تؤكد هذا المخطط الدنيء ، فصحيفة هاآرتس الصهيونية تتحدث عن حرب كبيرة على غزة وتؤكد أن خطوات دول الطوق الخليجي مع مصر تأتي في هذا الإطار وذلك تمهيداً لحرب اجتثاث تستهدف حماس ، وقبل كل شيء يجب ضمان إسكات صوت قناة الجزيرة لضمان حدوث حرب بلا ضجيج من شأنه أن يُحرك الشعوب كما فعل في ثورات الربيع العربي !!ويتبع الحملة على قطر وإسكات الجزيرة حملة تُديرها دول الطوق الخليجي وتنفذها أدواتهم الإعلامية في دولهم لترهيب كل من يعارض توصيف المقاومة بالإرهاب واتهامهم بالخيانة والوقوف مع قطر !يتبع هذه الإجراءات رفع مستوى الدعاية الحربية والعداء ضد حماس وقطر والتأليب عليها كما يحدث الآن ولكن بوتيرة أشد وأكبر وذلك لتهيئة الرأي العام لعملية تصعيد كبيرة بغزة من خلال الطيران الحربي الإسرائيلي والمصري وبمشاركة أحد دول الطوق الخليجي التي لا تُخفي للعالم ما تقوم به من مناورات عسكرية مع إسرائيل !!وسيقوم ثلاثي التصهين الإعلامي في (دول الطوق الخليجي + مصر) بالغطاء الدعائي لهذه الحرب ، وبعد القضاء على المقاومة سيُمهّدُ لإقامة مؤتمر للسلام الشامل يضمن الأمن والأمان لإسرائيل !!واحتمالات فشل هذا المخطط قد تكون من خلال ثلاثة أمور ؛ صمود قطر أو عزل ترامب أو موت أحد قادة دولتين من دول الطوق الخليجي !!كل ما ذُكِر هو مجرد تحليلات منطقية لعدد من المراقبين في الشأن السياسي وما هو متوقع أن يحدث بالنظر إلى معطيات الأحداث الراهنة .فاصلة أخيرةمن المُعيب أن يُقدم وزير الخارجية الأمريكي نصيحته لدول الحصار بأنه لا ينبغي أن تفرض حصارها على قطر ؛ لاسيما أنهم في شهر رمضان المبارك ، حتى من لا يدين بديننا يستنكر هذا الفعل المُشين !!ولم يعوا أن حصارهم الجائر سينكسر على مشارف مبادئ قطر الراسخة والثابتة التي استمدتها من عقيدتها وتضحيات أبنائها على مر العصور !!