28 أكتوبر 2025
تسجيلاعيد الى الاذهان ذلك المقترح الذي طرحه عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز في ديسمبر 2011 بالتحول من مجلس إلى اتحاد، ويعني به مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث كان طرحه منطقيا لوجود بعض التوافق بين الدول اعضاء المجلس، وحينها اعلنت قطر تأييدها للاتحاد، وكذلك الدول الأعضاء متفقة على المستوى الفني في جميع القضايا، وقيل ان المشروع مطروح للنقاش وسيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب، ومازال الجميع بانتظار القرار السياسي لإعلان قيام الاتحاد الخليجي.ان الاتحاد مطلتفعيل الاتحاد الخليجي.. متى؟ب ورغبة شعبية ملحة للشعوب الخليجية، قبل أن يكون مطلباً حكومياً لدول الخليج العربية، ومتابعة لتطورات الموضوع فقد تحدثت مصادر خلال احتفالات انشاء المجلس يوم 25 مايو الماضي، بأن الهيئة المتخصصة التي شكلت من 18 عضوا، وضعت تصوراً لهذا الاتحاد ونظامه الأساسي، وهو مطروح للنقاش بين الدول الأعضاء، ويبدو هناك توافق بين جميع الدول الأعضاء على المستوى الفني.ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية استطاع على مدى الاعوام الثلاثة والثلاثين الماضية الانتقال بالتعاون والتكامل الخليجي من امل وهدف، الى واقع تعبر عنه الكثير من الإنجازات التي تحققت، ومجرد وجود تفكير بتحويله الى اتحاد هو توجه ايجابي في ظل التطور الذي حدث في كيان المجلس حتى غدا نموذجا للتعاون والتكتل الاقليمي، وبالتاكيد حسب علمنا لا يوجد اتحاد في العالم عدا الاتحاد الاوروبي استطاع أن يصل إلى درجة من التكامل بين أعضائه مثل مجلس التعاون الخليجي لوجود ذلك الترابط الكبير بين شعوبه.القضية التي اطرحها اليوم تحتاج الى تضافر للجهود لتفعيل قيام الاتحاد وفرضه على ارض الواقع، وحث اللجنة المشكلة لهذا الغرض على الاسراع لاظهار نتائج اجتماعاتها، لاننا نعرف اننا اذا أردنا أن نعطل موضوعا نشكل له لجنة، واللجنة تشكل فريقا، والفريق يشكل مجموعة عمل وسندور في دوامة مغلقة، نريد ان يتم الاستغناء عن هذه اللجان بخلق هيئات متفرغة 24 ساعة لتنفيذ القرارات بدلا من الاعتماد على لجنة تجتمع مرة في السنة لمدة ساعتين أو ثلاثة، وتقدم تقريرها المنقوص.تطلعات أبناء دول مجلس التعاون الخليجي إلى تحول هذا المجلس إلى "اتحاد" يعزز مظاهر الوحدة الخليجية، وأهمها بناء كيان سياسي موحد، يواجه التحديات الداخلية والإقليمية والدولية، عوضا عن مجلس التعاون الذي صمد طوال الاعوام الماضية، واثبت انه ركيزة أساسية من ركائز الامن والاستقرار في المنطقة، وصرح قوي متماسك الاركان، واستطاع على مسار مراحله مواجهة مختلف التطورات والتفاعل معها، بما يحافظ على مصالح الدول الست في مختلف الظروف.كل المؤثّرات التي مر بها المجلس دفعت المحللين المهتمين بواقع منظّومة مجلس التعاون إلى امكانية تحوّله إلى اتحاد قويّ ومؤثّر، لكن الامر يحتاج الى قرار نافذ تتولى امره مؤسسة مركزية خليجية تتميز بصلاحيات ملموسة.ان دول مجلس التعاون تجاوزت منذ زمن مرحلة حصد المكتسبات عبر التنسيق، وإذا كانت ترغب في تحقيق منافع جديدة فعليها أن تتوجه الى اقامة اتحاد يؤمن دولهم وشعبهم. وسلامتكم.