31 أكتوبر 2025
تسجيللا شك أن الفرحة في هذه الأيام تنتشر في أغلب بيوت قطر وتزغرد في قلوب الآباء والأمهات وهم يشاهدون فلذات أكبادهم تمشى على الأرض لتتسلم شهاداتها الجامعية التي قضت سنوات في دراسة مناهجها ومتابعة أبحاثها حتى نالتها وهي تشعر بالاعتزاز والفخر، الدموع النابعة من عيون فرحة كانت حاضرة مع تلك الجموع من الطلاب والطالبات في جامعة قطر وجامعات المدينة التعليمية المتعددة التخصصات المتنوعة المناهج، وهذا ما تعهدت به دولة قطر من بدء نهضتها وأول مدرسة افتتحتها في البلاد في الخمسينات من القرن الماضي، وما تواصلت به قطر من دعم للتنمية البشرية خلال العقود الماضية وما زالت تدعم ذلك في رؤيتها الوطنية لعام ٢٠٣٠ التي جعلت الإنسان محور تلك الرؤية والتي جعلت الموازنة بين الانجازات التي تحقق النمو الاقتصادي وبين مواردها البشرية والانسانية وأهم اهدافها سكان متعلمون وأصحاء بدنيا ونفسيا يسعون من أجل خدمة هذا الوطن. تبارك الله آلاف من الخريجين من مختلف التخصصات بذلوا سنوات من أعمارهم من أجل تحصيل هذا العلم ومن ثم تطبيق ما تحصلوا عليه في العمل في العديد من وزارات الدولة ومؤسساتها. لقد حقق هؤلاء ما تمنت لهم أسرهم وما حلموا به من هدف سام، وما تعهدوا به للوطن وبما وفر لهم هذا الوطن من وسائل وأساليب ومؤسسات تحقق ذلك الحلم الذي أصبح حقيقة. والمفرح أكثر أن نرى بين الخريجين من هم تعدوا سن الدراسة ولكنهم لم ييأسوا وواصلوا الليل بالنهار من أجل أن يترقوا إلى مستوى أبنائهم وإخوانهم الذين حصلوا على الشهادات العلمية بالإضافة إلى الذين لم يكتفوا بالشهادة الجامعية بل وصل هدفهم الدراسات العليا للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه والذين وفرت لهم الجامعات في قطر الوسائل للحصول على تلك الدرجات دون الحاجة للسفر للخارج وتكملة الدراسة. لقد استطاعت دولة قطر بما لديها من مقدرات وإمكانيات أن تسخر ذلك في خدمة أبناء الوطن ومن يعيش على أرضها ليكونوا أعضاء ومشاركين في التنمية والتطور بهذا البلد. بعد تلك الاحتفالات والتهاني وإقامة الحفلات والأفراح بهذه المناسبة،لا بد من وقفة للنظر إلى مصير هؤلاء الخريجين وإمكانية استيعابهم في مجال العمل بما يتناسب مع تخصصاتهم وتعليمهم وكيفية استقبال جهات الدولة لهم وخاصة بهذه الأعداد الكبيرة. إن المنطق يقول لابد من توفير وظائف للقطريين كأولوية في تقلد وظائف في وطنهم وخدمته ومن ثم توزيع كل من يرغب في العمل على القطاع الخاص والمختلط، وهذا يستلزم بعض خطط الإحلال الوظيفي في جهات لا بد أن يعمل فيها المواطنون في المقام الأول، كما لابد من توفير الاستراتيجيات المناسبة لذلك والوسائل التي تؤهل هؤلاء الخريجين للعمل من دورات تدريبية تؤهلهم لفهم أسس العمل والتعامل مع مستجدات المرحلة الجديدة في حياتهم بالإضافة أهمية استيعاب ذلك الكم من التخصصات بما يفيد البلاد والتنمية. وفي آخر المطاف هنيئا لمن حقق حلمه وهدفه وأفرح أهله وأسرته ووطنه، وعليه أن يعاهد الله على الإخلاص في العمل وخدمة كل من يحتاج لذلك العمل ووضع ما يعمل به أمانة في رقبته يخلص فيها ويحافظ عليها، وفق الله الجميع.