11 سبتمبر 2025

تسجيل

ودار الزمـان يـا شيــريـــن !

12 مايو 2022

لا تخبروني إن كانت مسلمة أم مسيحية وهل تستحق دعوة الرحمة والمغفرة أم لا ! ولا ترددوا على مسامعي إن كانت إلى جنة ونار أو إلى حساب أو عقاب ! فإن ظني في الله أفضل مما تظنون به أنفسكم لتقيموا مآل (شيرين أبو عاقلة) التي جمعتني بها صداقة جميلة كما جمعتها مع كافة العرب والمسلمين الذين آمنوا بقولها حينما قالت يوما: (ربما ليس سهلا تغيير الواقع ولكني بلا شك قادرة على إيصال هذا الصوت إلى العالم) وفي آخر زيارة لها إلى قطر خابرتني وقالت (تعالي لأراكِ فربما دار الزمان ولن أستطيع رؤيتك) ودار الزمان يا شيرين ولن أستطيع رؤيتك ومثلي ملايين العرب كما لن تستطيعي رؤيتي ورؤيتهم كما اعتدت وأنت تخرجين من بيتك في رام الله كل صباح باكر تحيين صباح هذا وتلقين السلام على ذاك قبل أن ترتدي سترتك الإعلامية التي ظننتها يمكن أن تقيك من رصاصة غدر من قبل كيان لا يحترم الإنسانية، ناهيكم عن احترامه للفلسطينيين والدور الإعلامي المحايد الذي كانت تقوم به شيرين بكل أمانة وصدق في كشف الوجه البشع لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي خرج قناص دنيء منها ليبحث بعينه القاتلة أي فجوة صغيرة من رأس شيرين الذي كان محشورا داخل خوذة واقية قبل أن يطلق رصاصة مباشرة إلى جانب قاتل من الرأس فيردي ذلك الجسد أرضا الذي كان قد ترجل لتوه إلى مدخل مخيم جنين التي كانت الراحلة تغطي جريمة اقتحامه من قبل الإسرائيليين، فهل بعد كل هذا السيناريو المؤلم وتلك المقدمة المؤثرة يتجادل بعض التافهين حول ديانتها أو مآلها في الآخرة؟!. إسرائيل ليست جيشا عشوائيا وليست بقوات تقوم على العصابات المتفرقة بل جيش نظامي ينظم صفوفه ويعرف كيف تقوم كل فئة بدورها الإرهابي الذي تنوط به ولذا من الغباء جدا أن يقوم الإسرائيليون بدعوة نظرائهم من الفلسطينيين إلى فتح باب تحقيق (مشترك) لمعرفة هوية الجاني الذي استهدف حياة شيرين بالعودة إلى تاريخ إسرائيل في قتل الناشطين الحقوقيين على اختلاف جنسياتهم أو ملاحقة الإعلاميين والمراسلين الذين يتواجدون لكشف حقيقة الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، ولذا كان جميلا أن ترفض السلطة الفلسطينية الطلب الإسرائيلي وترد باستخفاف كيف تشركوننا في تحقيق أنتم المتهم الأول والأخير فيه، لأن إسرائيل تحاول بغباء إظهار إنسانيتها ومهنيتها وديمقراطيتها في أن يقوم المراسلون بدورهم الإعلامي دون خوف على حياتهم ويمشون على المثل القائل (يقتل القتيل ويمشي بجنازته) رغم أن ما فعلوه بفريق الجزيرة الإخبارية لا سيما في قتل شيرين أبو عاقلة يمكن أن يعد رسالة صريحة لكافة المراسلين من أي جهة كانت عربية أو غربية أو من أي بلد في العالم بأنهم يمكن أن يكونوا في محل شيرين قريبا إذا ما واصلوا تغطيتهم للأحداث التي يمكن أن تكون أكثر دموية في مخيم جنين واعتمادهم حادثة اغتيال صحفية قناة الجزيرة لتكون غطاء على جرائمهم التي سوف يتعمد الإسرائيليون ارتكابها في المخيم، وهذا هي عادة هذا الكيان المجرم الذي يغطي جرائمه بجرائم أكبر وسط تخاذل عربي كبير وصمت إسلامي أكبر وتواطؤ أمريكي وغربي غير مستبعد وتجاهل مجتمع دولي لطالما تغنى بالحريات والحقوق ظلما وكذبا. رحم الله العزيزة شيرين ومن سبقها إلى سلم الشهادة من الفلسطينيين وشهداء الواجب أينما كانوا في مناطق النزاع والحروب فكيف في فلسطين حيث يتساوى الفلسطينيون المدنيون مع نظرائهم المراسلين والمصورين في أنهم عدو شرس لكيان لن يقف عند شيرين فقط للأسف. @[email protected]