14 سبتمبر 2025

تسجيل

إياكم وقهر الرجال!

12 مايو 2022

* نعيش على كوكب الأرض ضمن عدد ضخم من الكائنات الحية، كائنات لا تفقه ولا تفهم ولا تعقل ولا تتكلم "الحيوانات"، أجلكم الله، وغيرها من كائنات وطيور تعيش وتطير وتتكاثر وتنحر ونأكل لحمها، وغيرها من كائنات حية تعيش في الغابات تتوالد وتتكاثر ويندر وجودها وتنتهي وتموت.. * وكائنات حية تعقل وتدرك، وتنمو وتكبر وتمشي على قدمين، ولها لسان تتكلم به، وعقل يفترض استغلاله أفضل استغلال لتفقه وتعقل به.. بني آدم "الإنسان" الذكر والأنثى بأعمارهم ومراحلهم وأشكالهم وألوانهم المختلفة.. * كل إنسان خلق منذ وجوده نطفة في رحم الأم بجينات وكروموزومات وخلايا وسمات ورزق يميزه ويجعله فرديا عن غيره. * يخلق بروح نفخت فيه من روح الله سبحانه وتعالى، ومن أديم طين يجعله يتذكر أصل خلقه.. متى ما أصيب بالغرور والكبر. * يولد الإنسان وينمو ضمن بيئة تتشكل معه مشاعره، وتتبلور أخلاقه ويتربى التربية الصحيحة التي يفترض أن يميز فيها بين الصواب والخطأ، وسمات ومبادئ يكون فيها صادقا ومخلصا ونبيلا وراقيا في تعامله، وفي إظهار حبه ومشاعره، وفي لحظات غضبه وخلافه. * وتبرز سماته الإنسانية التي تترفع وتختلف عن أخلاق كائنات الغاب.. ليكون بعقل ولسان، وأمانة كلمة وصدق حديث، ومواقف إنسانية يترجم خلالها مشاعره التي تتوافق مع المبادئ الراقية والنبيلة التي يتميز بها ككائن حي في لحظات حزنه وغضبه.. * يعيش الإنسان ككيان وشخصية متفرده تختلف عن غيرها، فكل شخص يختلف عن الآخر مما يجعل كل شخص فريدا من نوعه ولا يشبه أحدا. * العلاقات الإنسانية الواضحة المبنية على الصدق في القول، والصدق في النوايا، والصدق في الفعل والموقف هي العلاقات المريحة والباقية والمستمرة.. حتى في الخلافات.. واختلاف السمات ووجهات النظر. * ومتى كان ظاهر الإنسان خلاف داخله.. ومتى اتخذ الكذب سبيلا.. لعلاقاته وتواصله وأخفى الحقيقة وطمسها.. في حوار ونقاش وفي تواصل بشري.. فالأصل بالنهاية أن تكون العلاقات والتواصل مؤلما ومبهما وغير واضح وموجعا.. لمن كان الصدق عنوانهم وتعريفهم وديدنهم ومبدأ ثابت في علاقاتهم. * كثيرة الخلافات التي تقع، وكثيرة هي اختلاف وجهات النظر.. إلا أن مرآة الروح النقية والشفافة والواضحة لا ترهق الآخرين من الوصول لحقيقتها؛ وما تريد من قوله وفعله، وما تسعى له من فعل ونوايا طيبة وصادقة.. إلا أن اختيار أسلوب الهروب وعدم المواجهة والاستفزاز وعدم قول الحقيقة والاتهامات الجزاف والباطلة.. يرهق ويتعب ويؤلم.. !! * فأصعب حقيقة صادقة مؤلمة أن تجادل كاذبا وإن تجادل مكابرًا … كان بالإمكان إماطة الأذى عن الروح والمشاعر من أن تتأذى.. كان بالإمكان إزالة الغموض والضبابية عن جدار الروح والمشاعر عند المواجهة … * آخر جرة قلم: كم من علاقات انتهت وتباعدت بسبب الكذب وعدم قول الحقيقة برقي وأمانة.. كم من علاقات أصيبت بالجرح والشروخ والألم لاتهامات غير حقيقية وباطلة! كم من أعذار تعطى وتعطى سنوات إلا أن الحقيقة لجرح مؤلم يبقى يئن وجعا وإن حاول صاحبها تجاهله وتكذيب حقيقتها.. احرصوا على من كانت أنفسهم وأرواحهم ومشاعرهم صادقة.. في فرحها وفي غضبها.. من لا يختارون التلون والتبرج واختيار الأقنعة في تعاملهم وعلاقاتهم.. قد يكونون في زمننا الغريب ندرة إلا أنهم موجودون بيننا.. ابحثوا عنهم واحرصوا على وجودهم وحسن وصدق تعاملهم فهم عملة نادرة.. وذهب أصيل لا يتبدل ولا يتغير رغم الجروح والآلام.. "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال"، إياكم وقهر الرجال من البشر نساء ورجال الذي يؤلم الروح من تكرار الصدمات !! @salwaalmulla