14 سبتمبر 2025
تسجيلفي الأسبوع الماضي أجرت قناة ( حياة عمّان اف. ام ) مقابلة معي على الهواء كان محورها حديث في هموم أمة، وتناولت مع صاحب البرنامج حال الأمة بالشرح والتحليل حسب ما طرح علي من تساؤلات. البعض من السادة المشاهدين و المستمعين أثنى على المقابلة واشاد بها، والبعض الاخر لم يعجبه ما ادليت به من اراء طبقا لما وصلني عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المتعددة. وأعلم علم اليقين بأن رضا الناس غاية لا تدرك وفيما يلي بعض ما وردني من آراء للذين لم يعجبهم قولي: (1) يقول أحدهم إن توصيفي لحبي للأردن فيه نفاق وارض العرب كلها ارض شهداء من وادي حنيفة في هضبة نجد( حروب الردة ) والقادسية وحطين والجزاير وحروب الرسول عليه السلام في الحجاز وغير ذلك، ويقول أصحاب هذا الرأي ان هدفي كله قصدت به مدح الملك عبد الله الثاني ملك الأردن. ويذهب الى القول ان عدد مقابر الشهداء في الاردن لا تزيد عن بضع عشرات. وجوابي، ان اردت امدح اميرا او ملكا او رئيس اي دولة عربية فهذا حقي. والحق انني لم امدح مسؤولا عربيا قط وانما مدحت افعاله ان عمل خيرا ولم اذم زعيما عربيا لكني امقت واكره واحتج على ما يفعل ان كان فعله لا يخدم الامة العربية والاسلامية. والسؤال ماذا استفيد من مدحي للملك عبد الله الثاني فلا خيل عنده ولا مال يهديه لي، لكنه ملك يصارع قوى تريد النيل من الاردن وتركيعه ومن حقنا والواجب علينا نحن اهل القلم ان نشد من ازره من اجل الاردن. لكم الحق يا اصحاب المصالح ان تتهموني بالنفاق لو مدحت الامير محمد بن سلمان ال سعود او الشيخ محمد بن زايد في ابو ظبي على الرغم مما يفعلون لأن مدحهما قد يعود علي بالنفع جاها ومالا وغير ذلك. وعندما قلت ما قلت في حبي للاردن الشقيق " وفوق كل ذلك على رأس النظام الحاكم في الاردن هاشمي من قريش " انه اقرار بحقيقة لا جدال فيها واذا كان عند بعضكم شك فيما قلت فهذا شأنكم لكني أؤكد للكل بأني لست من اتباع مدرسة عبد الله بن أُبي وعبدالله بن سبأ قادة مدرسة النفاق في المدينة في عصر النبوة. (2) وعندما تحدثت عن الشهداء الذين تشغل اجسادهم جزءا كبيرا من اديم الارض الاردنية الا قمم الجبال والمرتفعات الشاهقة. هذه غزوة مؤتة بعثها الرسول محمد عليه السلام الى معان لتتصدى للروم في ديار الشام وقد استشهد في تلك المعركة عدد كبير من الصحابة وكلهم من الحجاز، اذكر منهم على سبيل المثال الحارث بن عمير الازدي، و زيد بن حارثة، وجعفر بن ابي طالب، وعبد الله بن رواحه، والحارث بن النعمان، وسراقة بن عمرو وغيرهم. وفي معركة اليرموك بقيادة خالد بن الوليد وابو عبيدة بن الجراح من بعده استشهد فيها اكثر من 3000 شهيد اذكر منهم عبد الرحمن بن ابي بكر ابن الخليفة ابو بكر رضي الله عنه، وعكرمة بن ابي جهل، والحارث بن هشام وصقر بن الازور وعمر بن عكرمة وغيرهم، وتبعهم رجال صلاح الدين الذين استشهدوا على صعيد الاردن من حطين الى الكرك الى عجلون، وماذا عن شهداء معركة الكرامة1968 م شقيقة معركة مؤتة.ان فضل الاردن على الانسانية كبير فعبر اراضيه المباركة عبرت المسيحية والإسلام الى الغرب والشرق والشمال ولأرضه من اقدام النبوة نصيب، وهو البوابة الحامية لجزيرة العرب فهل يدرك بعض عرب النفط المتخمين بالمال والغرور اهمية الاردن ارضا وشعبا وكرامة؟! (3) يقول احد الذين تابعوا ذلك البرنامج " بأني لم امتدح اي دولة خليجية كما دائما امتدح الاردن وشعبها بما في ذلك وطنك قطر " وردي على ما يحاول صاحب هذا الرأي " استعداء النظام السياسي في الخليج ضد الكاتب " قطر صاحبة المجد الاول وقولي فيها مجروح لأنها وطني، اشدت بها وجندها في ميدان القتال في الخفجي عام 1991 دفاعا عن السعودية، وبجندها الذين استشهد منهم رجال على الحد الجنوبي السعودي 2016، وبأعمالها في التوسط لحل النزاعات اقليميا وعربيا ودوليا وكان اخرها طالبان الافغان وامريكا 2020م. وأشدت بالسعودية عندما اعلنت " عاصفة الحزم " لاسترداد الشرعية اليمنية من خاطفيها، ولكن عندما تعثرت دبلوماسيتها لانجاز تلك المهمة كان علينا اسداء النصح بوقف تلك الحرب والعودة الى اسلوب مؤتمر حرض الذي انهى الحرب بين الجمهوريين والملكيين في ستينات القرن الماضي. وامتدحت دبلوماسية السلطان قابوس رحمه الله عندما استجاب لمطالب شعبه الاصلاحية ابان عاصفة الربيع العربي، وامتدحت " أمير الحكمة والعقل " الشيخ صباح عندما القى بكل ثقله لإصلاح ذات البين في خليجنا العربي، والحق يا صاحبي اظنك اعور لا ترى الا بعين واحدة وعقلك بعيد عن ما ترى. لكني اعترف انني اوجه النقد البناء لكل دول الخليج العربية الراكضة نحو التطبيع مع اسرائيل دون تمييز. والاشادة بقيادات قطر السياسية واعلان الولاء لها وخاصة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله واجب وطني علي ان اقدمه لأنها في عهده وفي عهد خلفه الشيخ تميم بن حمد وفرت لي حرية الرأي والتعبير وحمتني في اصعب الظروف التي مرت بي في تسعينات القرن الماضي. حفظ الله الأمير الوالد وألبسه ثوب الصحة والعافية وحفظ الله قطر بقيادة أميرها الشيخ تميم من عاديات الزمان. وآخر القول: لن أكل عن اعلان حبي للأردن تاريخا ودورا ومكانه.ومدحي لبيتي الخليجي لا أحتاج لإعلانه. وليدرك أتباع مدرسة " استعداء الانظمة على مواطنيها " بأني لست من أصحاب مدرسة عبد الله بن سبأ وعبد الله بن أُبي كبير منافقي المدينة المنورة في عهد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. [email protected]