08 أكتوبر 2025

تسجيل

خلّوكم في بيوتكم يا مشاهير !

12 مايو 2020

تبذل الدولة بمؤسساتها وأجهزتها المختلفة وفي مقدمتها الأجهزة الصحية والأمنية جهودها الكبيرة منذ تطبيق الحجر المنزلي على المواطنين والمقيمين على أرضها في شهر مارس الماضي لحمايتهم من خطر عدوى فيروس كورونا كوفيد-19، وقد تابعنا ورأينا كيف وفّرت الدولة كل سبل التسهيل والراحة للمواطنين والمقيمين في سبيل احتواء هذا الوباء وفي المقابل تجاوب الكثير مع هذه الإجراءات التي تعاملت فيها الدولة بمبدأ ثقتها واحترامها بالإلتزام بتطبيق هذه الإجراءات التي في النهاية ستكون مصلحتها للجميع وكلما التزموا بها فإن فترة احتواء الوباء والقضاء عليه ستكون أقل وبالتالي فإن الأمر يعود إلى الجمهور متى ما التزموا بالخطة الوقائية التي وضعتها الدولة لهم. ولكن للأسف ما زالت طائفة منّا ينقصها حس المسئولية والالتزام وهؤلاء لا يُشكلون أهمية قد تؤثر على الأغلبية وبالتالي عندما يرون الأغلبية ملتزمين في تطبيق إجراءات الحجر والبقاء في بيوتهم فإنهم يكونون أشبه بمن يرفضهم المجتمع ويستنكر ممارساتهم الخارجة عن السرب والمنفرة لهم وعندها يكونون أمام أمر واقع مفاده أنه لا فائدة من الخروج عن إرادة المجتمع ومصلحته بعدم الالتزام بما أمرت به الدولة لأنه في الأخير يعد مصلحة مجتمعية تتنافى مع تصرفات وسلوك الأفراد الذين لا يمثلون السواد الأعظم من هذا المجتمع. من المؤلم أن من كنّا نظنهم بالداعمين والمناصرين للصفوف الأولى المواجهة لهذا الوباء من الأطباء والممرضين والصيادلة ورجال الأمن والمتطوعين لم نرَ لهم دوراً يُذكر في هذه الأزمة وأعني هنا مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن تصرفات البعض منهم تثير الغرابة والسخرية في طريقة تعاملهم مع هذه الأزمة وكأنه لا يوجد وباء وليس لهم دور كبير في توعية المتابعين بخطورة هذا المرض ومن المفترض أن يكونوا قدوة لجمهور متابعيهم من خلال حثهم بالالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي هذا الفيروس ! فبالأمس رأيناهم في أحد المطاعم وكأنهم يستخفون بالإجراءات التي طبّقتها الدولة وكان هذا الشيء مثار استنكار ورفض من قبل الكثير من المواطنين والمقيمين إذ أنه من غير المقبول أن يتم منع التجمعات وهؤلاء المشاهير الذين يُفترض أن يكون قدوات لأفراد المجتمع يكسرون هذه القواعد ويجتمعون في أحد المطاعم استخفافاً وعدم مبالاة بالإجراءات التي اتخذتها الدولة في هذا الشأن ! فهل سيعي هؤلاء المشاهير خطورة ما تمر به الدولة والعالم من تفشي هذا الوباء الفتّاك ؟ فإن استشعروا أهمية ما قد يقومون به من جهود داعمة لزرع ونشر الوعي بين أفراد المجتمع تجاه هذا الفيروس والإجراءات المتخذة تجاه مكافحته فنعمّا هي، وإن استمرّوا في استخفافهم بتصرفاتهم غير المسئولة فليكرمونا بسكوتهم وبقائهم في بيوتهم حتى يعم السكون والرخاء والتخلص من هذا الوباء ليعودوا لدورهم الهامشي المعتاد في نشر الإعلانات وجني الأرباح، فالظروف القاسية عرّفتنا جيداً بمعادن الناس !! فاصلة أخيرة اعتذار الجهة المنظمة للفعالية التي تجمّع فيها مشاهير السوشال ميديا في أحد المطاعم هو أمر محمود وإغلاق المطعم كذلك، ولكن تعريض الأطفال وأهاليهم لخطر إصابتهم بالعدوى هو الأمر المرفوض، فاتعظوا رحمكم الله فإن الوضع لا يحتمل أخطاءً لا يُحمد عقباها !! [email protected]