نريد رمضان القديم

ها قد جاء رمضان الذي نظل ننتظره طوال عام، جاء شهر الخير والعطاء والتعود على الصبر، شهر رمضان الذي اختلفت مفاهيمه في هذا الزمن والعصر عما كان يعنيه من قبل، شهر رمضان لم يعد شهرا ننتظره لتعويض ما فاتنا من أداء العبادات وما قصرنا فيها ونزداد شوقا لاحتضان المصحف الذي قد نكون قد غفلنا عن فتحه والتمعن في آياته ومعانيه، شهر رمضان اختفت عنه البساطة في الطعام والشراب واللبس، فأصبح شهرا للتنافس على ما لدينا من ابتكارات في الطهي والاحتفال بالزيارات والتفنن بإعداد ما لذ وطاب، ناهيك عن اللبس وتزيين البيوت وشراء الملابس بأغلى الأثمان والتسابق إلى محلات الأواني باقتناء أجملها وأرقاها، وشراء المواد الغذائية بكميات كبيرة وكأن رمضان هو شهر الطعام وليس الصيام. لقد ابتعدنا عن معاني رمضان وما يجب أن نقوم به في هذا الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن وأوصانا أن نتدبر آياته ونتعمق في كل كلمة نقرأها ونقضي الليل في قراءته وتجويده والإحساس بحلاوة كلماته. وللأسف يحاول البعض أن يستفيد من هذا الشهر بما فاته من صلاة وتعبد لكنه قد يقضي الأوقات التالية في مشاهدة التلفاز وما نشطت به شياطين الإنس من عرض المسلسلات والأفلام التي تحث على أسوأ الاخلاقيات وتبث مفاهيم مغلوطة على الحياة بالاضافة الى عرض الكثير من السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الشباب وتزيينها بأنها هي الحقيقة والصواب وتعليمهم اياها وخاصة للمراهقين وصغار السن الذين لا يعلم الأهل ما يشاهدونه في سهراتهم في رمضان. رمضان شهر لم يتغير لكن نحن قد تغيرنا وبالتالي تغيرت مظاهره ومفاهيمه في أذهان الناس وأصبح حتى من عاش رمضان قديما يغير من عاداته، فهل سنعود إلى أصل وصلب رمضان ؟ وكل عام وأنتم بخير. [email protected]