26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التغيير السعودي الأخير كان مليئا بالدروس والعبر السياسية، كما كان مليئا بالقيم والمبادئ الإدارية والتنموية، ويعبّر عن رؤية مختلفة وجديدة، لا يُفترض أن تغيب عن أي حُكم يسعى للتنمية والنهضة والإصلاح.الدرس الأقوى هو التالي: عندما تطرح رؤية وطنية ملهمة، لا يمكن بناؤها بنفس الأدوات القديمة، بل تحتاج إلى أدوات جديدة، كما تحتاج للاستفادة من الأدوات القديمة النافعة، والتخلص من أي إرث غير نافع.ليس بالضرورة أن كل من يُعفى من منصبة أو يُغيّر أو يُبدّل شخص سيىء وفاسد، ولكن التغيير ناموس كوني، وهو تعبير عن ديمومة وحيوية في الحكم، تسمح بتنشيط الدورة الدموية في إدارة شؤون البلاد.عقلا ومنطقا، ثماني سنوات كافية لأي كفاءة لتقديم ما لديها من أفكار وطموح ومشاريع، إذا كانت أهلا للمنصب طبعا.ذلك البعض قد ينجح منذ أول سنة في إحداث تغييرات غير طبيعية، وقد ينجح في سنته الثانية أو الثالثة مثلا.البعض ينجح في الأربع سنوات، ومن الحكمة إعطاؤه فرصة لسنوات أخرى في موقعه أو في مؤسسة أخرى لينقل إليها نجاحه، وهذا ما سنأتي على ذكره لاحقا كما في التجربة السعودية. البعض الآخر وبعد تعيينه، يُكتشف أنه غير مناسب لموقعه، وهنا يفترض تغييره بسرعة، لأن الهدف ليس الأشخاص، وإنما خدمة الوطن والارتقاء بما يقدم للمواطنين من مشاريع وخدمات.في التجربة السعودية، نجح وزراء كثر، بعضهم تم إعفاؤه رغم نجاحه وعيّن مستشارا، وبعضهم تم نقله مباشرة لوزارة أخرى، وهكذا تستمر دورة التغيير الحقيقي.وزير التجارة والصناعة السعودي السابق توفيق الربيعة، كان ناجحا، وحقق نقلة نوعية في أداء وزارته، بالإمكان متابعة تفوقه عبر حسابه على تويتر. ذلك الوزير وبعد سنوات من النجاح، تم نقله في التغيير الأخير إلى وزارة الصحة، ليقدم فيها إبداعاته وبما يتوافق مع الرؤية والنهضة السعودية الجديدة.وزير آخر، وهو عزام الدخيل، الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم لفترة وجيزة، ثم تم نقله مستشارا في الديوان الملكي، حقق إنجازات كبيرة خلال سنة واحدة فقط، ما زال الناس يذكرونه بخير ويتمنون عودته.الفكرة فيما سبق، لا يمكن أن تسير عربة أي رؤية أو نهضة جديدة بعجلات قديمة، كما لا يمكن الاستغناء عن الخبرات أيضا في أي نهضة مستقبلية.العبرة في تنفيذ التغيير النوعي على الأرض، خاصة في الوزارات الحيوية، التي تحتاج إلى تجديد في دمائها، ولا يعارض التغيير فيها؛ إلا الرابح في سوق يخسر فيه الجميع عدا أصحاب المنافع والمصالح. التغيير سنة كونية، لا يمكن أن تقف أو أن يتوقف أمامها العالم لأجل عيون فلان أو علان.التغيير الناجح عملية ضرورية للاستمرار والنجاح، أما الجمود أو التغيير الفاشل، فهو دليل على مرض أي مجتمع أو حكومة أو دولة، بل حتى فريق بسيط في كرة القدم؟! مناصب الدولة ليست تشريفا، كما أنها ليست ملكا أو حكرا على أحد، ولو دامت للآخرين ما وصلت لغيرهم.لا يمكن إقناع الجماهير بالإصلاح، ولا بجدوى الإصلاح، ما لم يُترجم ذلك بتغيير نوعي وحقيقي على الأرض، يكنس كل النماذج القيادية غير الصالحة فضلا عن السيئة والفاسدة، ويستبدلها بعقول نيّرة تحقق التطوير النوعي الفعال، وليس تطوير "الشو" الخاوي والمدمّر.برودكاست: التصنيف داء قاتل، لا يستخدمه إلا الفاشلون الذين لم ينجحوا في معركة إثبات الذات، فتحولوا إلى معركة تسقيط الخصوم.