17 سبتمبر 2025
تسجيلقنوات فضاء الإعلام تداهمنا — دون هوادة — بسيل كثيف من ثلاثيتها الشهيرة (أفلام / برامج / مسلسلات )، بزعم تقديم مخطط اعلامي رمضاني، لتخرج لنا عبر وسائلها المرئية مزيجا من غثاء تلك الثلاثية، تكرس به حالة الانفصام عن اقدس الشهور وأرفعها منزلة، شاهدة على نفسها بالعدوان على خير الأزمان، في كل دورة برامجية ينسبونها زورا وبهتانا الى خير الشهور، ويصدون بها عباد الله عن مقاصد الشهر الكريم ومراميه النبيلة. سلفنا الصالح كانوا يتواصون بحسن اغتنام اوقات الشهر الفضيل بالتقرب الى الله ونيل مغفرته ورضوانه، والحرص على الاستقامة في رمضان وفي سائر الشهور، وان تكون العبادات ربانية وليست رمضانية، ونحن نوصي انفسنا بذلك، إلا اننا نخاطب إعلامنا (المرئي) خصوصا ونقول له: بل كن رمضانيا أيها الإعلام، وهذا معناه مراعاة خصائص وفضائل الشهر الكريم فيما يعرضه على المشاهدين، والتخلص من ذلك العرف الأثيم الذي يهبط إلى منحدرات سحيقة في مغزاه ومستواه.خذلان قنوات الفضاء يتمثل في إصرارها على ذات النهج عبر سنين متعاقبة، واستغلال ميدان الإعلام الفسيح، بتحويله الى موسم حافل، يجعل من شهر رمضان المبارك شهرا آخر على النقيض تماما لما ينبغي ان يكون عليه الشهر الفضيل. إن اعلامنا المحلي أمام فرصة ثمينة ليتفوق على اقرانه، ويحرز بها قدم السبق ودرجة الامتياز، وذلك برسم خريطة برامجية تراعي طبيعة شهر رمضان ومنزلته الشريفة، ولا حجة هنا لاعتماد المخطط وإبرام الاتفاقيات ؛ لأن فسخ العقود او تعديلها يغدو واجب التنفيذ إذا كانت تخالف عقيدتنا وثوابتنا وقيمنا الأصيلة، مع تقديرنا لاستضافة نخبة من العلماء والدعاة في حلقات ولقاءات طيبة، مباشرة ومسجلة يحرص زملاؤنا في مؤسسة الإعلام القطرية على تقديمها لنا على مدار الشهر الكريم. مذكرين أنفسنا واخواننا بحسن استثمار ما تبقى من شهر شعبان في صالح الأعمال من الصيام والقيام وتلاوة القرآن، حتى إذا جاء رمضان استقبلناه بهمة عالية، ونية صادقة ورغبة أكيدة في التقرب إلى الله والفوز برحمته وثوابه الجزيل.وجدير بنا ان نستلهم دروس وعبر شهر رمضان المبارك، شهر الفتوحات الكبرى والانتصارات الرائعة، والانجازات العظيمة.* ترميض: مصدر رمّض بتشديد الميم، ونقول رمّض المسلم أي صام رمضان.رسالة تربويةينتظم طلبة المدارس بعد أيام قلائل في لجان اختبارات نهاية الفصل الثاني (آخر العام) ومنها ما يتزامن مع أيام من شهر رمضان المبارك لهذا العام، فنوصي احبتنا طلبة المدارس بالحرص على توظيف اوقاتهم بطريقة نافعة واجتناب السهر، والاستفادة من الدروس المشاهدة عبر موقع وزارة التعليم، إضافة الى ما تقدمه باقة شبكة المجد الفضائية من دروس شاملة لجميع المراحل والمواد.