12 سبتمبر 2025
تسجيل"القطريون أكثر ميلا لاستخدام الواتس اب للبحث عن آخر الأخبار بمعدل 34 % للواتس مقابل 25% لتويتر"كانت نتيجة البحث هذه مفاجأة أظهرتها نتائح البحوث الأخيرة في "الراصد" في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر التي أجريت على ألف مستخدم قطري وغير قطري وبينت أن المصدر الأول والأهم للقطريين في الحصول على معلوماتهم هو "الواتس أب" حيث بلغت نسبة استخدامه عموما 87% محققا نسبة وعي هي 96% ، والوعي به يقصد به العلم بوجوده كوجود مطلق كخدمة كما عرّفها البحث ، ثم يأتي تويتر ثم الانستغرام.ليست المفاجأة ولا الغرابة في شعبية الواتس اب فمعظم القطريين وحتى الاطفال لديهم بدل الجهاز يوجد جهازان ذكيان أو أكثر ويتعاملون بها بالواتس في التواصل، ولكن الغريب هو كون اعتمادهم عليها مصدرا للأخبار. "الواتس اب" اداة سريعة للنشرنعم ، ولكن دون ان يكون وسيلة من وسائل الاعلام الاجتماعي التي توفر إضافة إلى خاصية الحسابات الفردية خاصية الحسابات المؤسسية والإعلامية الصحفية الموثّقة تلك التي تتيحها غيرها من أدوات اجتماعية مثل تويتر والانستغرام.السؤال : ماذا ؟ طرقه البحث وتمت إجابته بأن الواتس تقدم صدارة المصادرالاخبارية. أعقبها البحث بالسؤال: كيف ولماذا؟ فشمل البحث طرق وأسباب استخدام تلك الوسائل. البحث مهم وتشكر عليه الوزارة خصوصا وانه كشف وعي القطريين بمختلف أنواع الوسائل الاتصالية في الاعلام الاجتماعي. هذا ونحن نعلم سلفا ان جزءا من اجابة (لماذا) تكمن في التطور التقني وتيسر الدخول للانترنت وانتشار الهواتف الذكية بين الأجيال.ولكن يبقى سؤالان مهمّان لدينا كباحثين ومهتمين ايضا والذين لم تجب عنهما الدراسة وهما: هل كانت العينة الـ (1000) شاملة لكل الفئات العمرية والمستويات التعليمية المعنية بموضوعه حتى يتم تعميم النتائح على مستوى قطر من قطريين ومقيمين ؟ ثمّ إن هناك فروقا بين استجابة المتعلم او المثقف للواتس اب وبين غير المتعلم وغيره فضلا عن اختلاف متغيرات تعددية وحذق اللغات في ذات الفئة، فهل شمل البحث تلك المتغيرات؟ السؤال الآخر هو (كيف؟) بمنظورنا البحثي، والتي أعني بها درجة الوعي المجتمعي بمدى مصداقية وموضوعية ما ينشر على الواتس اب من عدمه حفاظا على دوره في المجتمع القطري، خصوصا وان الدراسة تلك أظهرت انه يمثل الأداة الأعلى اعتمادا كمصادر اخبارية وليس فقط "سوالف" أو أخبار عامة في قطر وبين القطريين.اعتماد القطريين على الواتس في الأخبار يجعلنا نطرح أهمية إعادة مفهوم مدارس الخبر ، خصوصا في ظل ظهور انماط اخبارية جديدة من اخبار الشائعات التي باتت تتصدر ليس الواتس اب فقط بل حتى تويتر ذاته، بل والفبركة الاعلامية والايهام ليس في الاخبار فحسب بل في تضليل المستخدمين في التصرف بالصور او المونتاج او التعليقات مع الصور خصوصا وان الواتس اب اصبح "بوبشير" المدن في نقل الشائعات قبل الأخبار. فهل ستقام آليات توعوية حول تحري مدى تحقق الموضوعية في طرحه؟ وتثقيف المستخدمين بمهارات التثبّت مما ينشر عبر الواتس اب قبل تدويره وتصديقه؟النتائج الأولية التي طرحها البحث حريّة بان تدفع الجهات التعليمية والثقافية والمهنية في الدولة بان تباشر مهامها كل فيما يخصه لا بعملية تضييق او مراقبة الواتس اب كما عملت دول اخرى صديقة او جارة تدعي الديمقراطية وتحجب وسائلها، ولكن بضرورة توافر التعليم والتثقيف الموازي للقطريين - كونه مصدرهم الأول - لتجنب تصديق ونشر كل ما يطرحه الواتس اب على علاته دون تحقق نظرا لإمكانية استغلاله كوسيلة مثلى لترويج الشائعات. فحري التعامل معه بوعي وذكاء خصوصا وانه وسيلة اجتماعية وليست منصة تسمح بمصادر مركزية رسمية مهنية موثوقة للأخبار.وأخيرا ....كنت أتمنى أن تسجل الدراسة النتيجة كالآتي : ""القطريون أكثر ميلا لاستخدام الواتس اب للحصول على آخر الأخبار"أعني بوضع كلمة (الحصول على) بدلا من كلمة (البحث عن):كما جاء فيه أدناه:"القطريون أكثر ميلا لاستخدام الواتس اب للبحث عن آخر الأخبار"فالبحث عن آخر الأخبار خاصية مهنية لا يتيحها الواتس اب أساسا، فاذا كانت نتيجة البحث تعنيها بأن القطريين يبحثون عن مستجدات الأخبار فيه فهذه مشكلة لمن يعتقدها او يعمل بها ، لأن الأخبار يجب ان توثق بمصادرها وهذا ما يعلمه معظم القطريين والمستخدمين في قطر. وأخيرا هذه الدراسة تعد ّمفتاحا مهمّا لمعرفة بوابة أخبار قطر وخصائص التداول الجماهيري.