19 أكتوبر 2025
تسجيلهذا الغزو المكثف بإيثار اللغة الإنجليزية على لغتنا الأم والذي بدأ يستشري في مجتمعنا في كل مناحي الحياة لدينا سواء الرسمية منها أو الخاصة وحتى تعاملات الشارع العام، هذه الإشكالية جعلت من تلك اللغة مستحبة ومستجابة عند العديد من أبناء الجيل، وجعل مؤسساتنا تعتمد اللغة الإنجليزية في معظم مكاتباتها ومراسلاتها المتبادلة وتبعتها مؤسساتنا التعليمية في كل مراحلها بتركيزها على مستوى إتقان الطلبة للغة الإنجليزية، وانعكس ذلك على سوق العمل الذي صارت الفرص متوافرة فيه لمن يتقن اللغة الإنجليزية، وهو دائما الذي يحظى بالاهتمام والأولوية وتيسير فرص العمل له. التقصير من ربابنة التعليم لدينابإهمالهم دعم اللغةِ العربيةِ وعدم عنايتهم بتطوير مناهجِ تعليمِها، رغم أنها لا تقل جودةً عما نعرفه عن تعليم اللغات الأجنبية المتقدمة، إن ضعف أساليب تعلم اللغة العربية من أسباب التراجع وعدم إعطائها الأولوية، مما أدى إلى تنامي الاهتمام باللغة الأجنبية وتراجع الاهتمام بلغتنا الأم، وهو ما نتج عنه من ضعف لغوي يعاني منه الطلبة سواء لدينا أو على مستوى الدول العربية عموما، وعندما يتعلق الأمر بالضعف في اللغة العربية،لغةِ الهُويَّة والوطن، فإن الموضوع يصبح ذا أهمية بالغة لتأكيد مكاننا بين الأمم. تهدف دولة قطر من رؤيتها الوطنية 2030 إلى بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية العصرية، ويُوازي أفضل النُّظُم التعليمية في العالم، ولا يمكن أن يتحقق هذا الهدف العظيم دون إحرازِ تقدم ملموس في تطوير تعليم اللغة العربية، وتنمية مهاراتها لدى الطلبة والمتعلمين. فهي وسيلة تنمي شخصيتهم المعرفية والعلمية والحضارية. وقد تنبه قسم اللغة العربية بجامعة قطر إلى هذه المعضلة فركز على هذه القضية وأبعادها الأيديولوجية بالنهوض بلغتنا العريقة من أجل بحث المشكلات التي تواجه تعليم اللغة العربية، فعقد مؤتمره الثالث تحت مسمى //اللسانياتوتطوير تعليم اللغة العربية وآدابها// مطلع شهر مايو الجاري ليوعي مبكرا على ضرورة تحديث طرق تدريس اللغة العربية وتقريبها أكثر للطلاب حتى تخرج من قبضة المقاربات المنهجية التقليدية التي كان لها دور كبير في عُزوف الطلاب عن هذه اللغة الجميلة. كنا في نظام التعليم التقليدي السابق ندرس اللغة العربية بعلومها وقواعدها الثقيلة على مضض، كنا والكل يتفق معنا على أن حصة اللغة العربية دائما ما تكون من المواد غير المرغوبة لصعوبة توصيلها من مدرسيها، هذا ما كان أما ما يتطلب أن يكون في عصرنا الجديد فإن تدريس اللغة العربية يحتاج منهجيات حديثة تحبب اللغة للطلبة وتقدمها لهم حية وحاضرة في حياتهم وتعاملهم. ويظل باب تطوير تعليم اللغة العربية مفتوحًا لمن يريد أن يبحث في أسباب التراجع الكبير في مستوى المهارات اللغوية الأساسية عند متعلمي اللغة العربية، ويبحث في سبل تطوير أدوات التعلماللغوي الناجح، وكيفية النهوض بتعليم اللغة العربية في مختلف مراحل التعليم المدرسي والجامعي .. والميدان يا حميدان وسلامتكم