12 سبتمبر 2025

تسجيل

قواعد اجتماعية

12 مايو 2013

في كل مكان تصل إليه قدمي داخل وطننا الغالي تستقبل أذني لغات شعوب الأرض من الشرق والغرب، فهذا يتحدث الانجليزية وذاك يرطن بالهندية وثالث ناطق بالفرنسية. وفي معظم الأحيان تختفي العربية وتنزوي بلا سبب رغم انها لغة القرآن - لغتنا نحن العرب. وليس المقصود أن يُفسّر كلامي هذا على أنه عنصرية وانما القصد ان ننتبه إلى ما التفت إليه الآخرون خاصة وانهم ليسوا اقدر منا بل نحن اصحاب حضارة وتاريخ عريق. ففي فرنسا يمنع استخدام اللغة الانجليزية في معظم المعاملات وربما لا تجد من يرشد الى الموقع الذي تريد اذا طلبت المساعدة باللغة الانجليزية. ويحذو الألمان حذو الفرنسيين في اتجاههم وتمسكهم بلغتهم والحفاظ عليها والزام بقية الشعوب على استخدامها عند التحدث إليهم. اننا في أمس الحاجة إلى قواعد اجتماعية جديدة تؤكد التمسك باللغة العربية حيث ان قطرنا الغالية تقع في قلب الخليج العربي وفي قلب الجزيرة العربية التي هي الحصن الحصين للغة الضاد، فمنها خرجت واضاءت بحروفها العالم بأسره. ولا ننكر هنا الدور الواجب علينا نحن أبناء الوطن في تأصيل اللغة العربية في نفوس النشء وتحفيزهم من أجل اتقان فنون اللغة العربية وابداعاتها المتميزة. ولنبدأ من خير بداية وهو القرآن الكريم. فحبذا اذا ارتبطت حياة ابنائنا وبناتنا بكتاب الله وسنة نبيه لتكون الأساس نحو ابداعات لغوية تنطق بها ألسنة قطرية عذبة. وينبغي الإشارة أيضا الى الواقع التجاري في بلادنا حيث ان اللغة الانجليزية هي اللغة الأم في التجارة والمعاملات التجارية والاقتصادية في البلاد. ويبدو ذلك جلياً في مراكز التسوق المختلفة اذ لا يتحدث العاملون بها سوى اللغة الانجليزية وبعض الكلمات العربية المفهومة احيانا وغير المفهومة في احيان كثيرة. ان اعتماد انظمة تعليمية سليمة تراعي اللغة العربية امر ضروري لا يقبل الشك، خاصة في ظل عصر العولمة الذي تحولت فيه مدن العالم إلى قرية صغيرة، ينتقل ما يحدث في الشرق خلال ثوان إلى الغرب والعكس صحيح. وعلينا نحن ان نحفظ هويتنا ونتمسك بها حتى آخر قطرة من دمائنا في ظل المتغيرات العالمية والإقليمية.