16 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وجهة العالم السياحية!

12 مايو 2013

ما أن نغادر بلادنا لقضاء إجازة خارجها، إلا ونحس بالشوق إليها رغم ما نشاهده من مناظر طبيعية خلابة ومناطق سياحية تبعث الفرح في النفس والمتعة، إضافة إلى ما تتيحه تلك البلاد التي نسافر إليها من مجال للتسوق في أسواقها ومجمعاتها الكبيرة، وفي النهاية نشعر بأن لدينا في بلادنا الغالية كل ذلك ولكن للأسف لم نستطع أن نستثمره بالشكل المناسب، فالشواطئ لدينا جميلة ونظيفة تتمتع بالرمال البيضاء، الخالية من أي شكل من أشكال التلوث التي شاهدناها على بعض الشواطئ في البلاد التي نسافر إليها، ناهيك عن الجزر المنتشرة في البحر التي يمكن استثمارها بشكل يجعلها منطقة جذب للسياح، إذا ما توافرت فيها الوسائل المناسبة للسياحة مثل زراعتها بالنجيل الأخضر وإقامة محلات صغيرة تضم بعض مقتنيات الوطن لبيعها للسياح بجانب المطاعم التي تقدم الوجبات الخفيفة والألعاب التي يستمتع بها الأطفال، والمعروف أن الجزر القطرية تحتوي على الكثير من أشكال الحياة البحرية، وتحتاج إلى من يكتشفها فهي مازالت في غفلة عن عيون المسؤولين للأسف وكذلك المستثمرون الذين ينظرون للاستثمار خارج البلاد، ولدينا مناطق يمكن أن نجعلها جنة من جنات الأرض إذا ما أنفقنا عليها ما يمكن أن يجعلها ذلك، وبالتالي يمكن استعادة ذلك من خلال الجذب السياحي لها. لقد كانت جزيرة النخيل رغم أنها جزيرة اصطناعية فرصة ثمينة وجميلة للمواطنين والمقيمين وكذلك السياح للاستمتاع برحلة بحرية على متن السفن التقليدية ومن ثم الاستمتاع بما في الجزيرة من وسائل الراحة والاستجمام ولكن للأسف جاء قرار غير صائب لا ندري كنهه بإزالتها. فما أجمل أن نجعل بلادنا جميلة وقبلة للسياح بمبالغ يمكن أن نحصل عليها من السياح والمواطنين الذين سيتمتعون بجمال المناطق التي سوف تستثمر من أجل السياحة، ولا يمكن أن ننسى المناطق الأثرية التي يقبل عليها السياح، خاصة الأجانب مثل قلعة الزبارة وقلعة الكوت والمناطق الأثرية الأخرى التي يبذل القائمون على السياحة في الدولة الجهود من أجل تنميتها وترميمها بهدف استعادة التاريخ وعبقه والاستمتاع باسترجاع ذكريات الماضي وكيفية حياة الأجداد في تلك الأيام. إننا للأسف – حتى الآن – رغم وجود الهيئة العامة للسياحة والمعارض نتخبط في الكثير من الخطط التي نعد بها المواطن والمقيم للسياحة والترفيه في الصيف وأيام الإجازات ولكن نظل ندور في حلقة مفرغة ضمن حفلات السمر، وألعاب الأكروبات وبعض الترفيه في المجمعات، ونترك في النهاية المواطن يهرب للخارج وللدول المجاورة والدول الأوروبية من أجل الاستمتاع وقضاء الإجازة والاستجمام، وتظل قطر في انتظار عودة هؤلاء، وتظل السياحة لدينا في توقف مؤقت، وانتظاراً لمشاريع قادمة تتمثل في مدينة ترفيهية قد لا يستطيع المواطن العادي ارتيادها لغلاء أسعارها التي نأمل أن يخيب توقعنا وتكون أسعارها في متناول الجميع، إننا لسنا فقط في حاجة إلى مثل هذه المدينة، بل إلى مشاريع سياحية يمكن أن نطبق فيها أفضل التكنولوجيا من أجل أن تكون مناسبة للطقس والبيئة، وهذا ليس بالأمر الصعب، فالمستثمرون القطريون لديهم القدرة على ذلك، إذا ما توافرت العقول المفكرة المبدعة الراغبة في أن تكون قطر، ليست متقدمة رياضيا فقط، ولكن سياحيا، يتوافد عليها السياح طلباً للمتعة السياحية والترفيهية، ولتكون وجهة العالم السياحية.