12 سبتمبر 2025
تسجيلاعذروني ولكني ما زلت مصدومة من أعداد الوفيات اليومية التي تحدث بسبب إصابتها بفيروس كورونا، الذي لا يزال كثيرون للأسف يستهينون به وبمخاطره، ولا تزال نظرية المؤامرة تدور في مخيلتهم المريضة تجاه وباء حصد ولا يزال يحصد مئات الآلاف من الأرواح في بقاع الأرض، ومن جهاتها الأربع، ومصدومة أكثر أن هذه الوفيات التي وصل أعلاها إلى ثماني حالات يعني أن ثماني عائلات أقامت عزاءها بهدوء، ومثلها سبع واثنتان وثلاث وأربع واجمعوا عدد كل هذه الأُسر التي بكت دون أن تقيم عزاء يليق بأمواتها، لأنها أكثر الناس إحساساً بما يمكن لهذا الفيروس أن يفعله والخسارة التي تشعر بها من ورائه في وقت لا يزال الكثيرون يستسهلونه ويرونه مثل أنفلونزا موسمية تصيب وتعدي لكنها لا تقتل مثل ما يصورها بعض الإعلام المضلل والأكذوبة العالمية التي باتت تعشش في عقولهم، ولذا وصلنا اليوم لما نراه في عدد كبير جداً من الوفيات وأعداد أكبر في الإصابات، ولا يبدو التعافي من هذا الفيروس سيكون سريعاً على الأقل هذا العام والذي هو الثاني لهذا الوباء في قطر والعالم بأسره. أكرر حديثي ومقالاتي عن فيروس كورونا أو كوفيد - 19، لأنه بالفعل بتنا بحاجة لمن يستوعب أننا أمام وحش نهم، وأننا لن نتعافى منه ونتخلص من آثاره الوخيمة التي ينشرها هنا وهناك إلا إذا أيقن مثل هؤلاء أن الاستهانة التي يمارسونها ستفقدهم يوماً حياتهم وحياة من يحبون، وآمن كثيرون منهم أيضاً أن اللقاح الطريق الناجع للوقاية منه بصورته المميتة، وإن كان لا يمنع الإصابة الكاملة بالفيروس ولكن ستظل آثاره هينة بالنسبة لشخص أخذ اللقاح بعكس الذي لم يرض أن يأخذه لأسباب لا يكتفي بأن يؤمن بها فقط وإنما يسعى لترويجها بين أقاربه وعلى المنصات الإلكترونية، وكأنه يعلم سر اكتشاف اللقاح ومكوناته وما دار في المختبرات المغلقة، وكان وسط كل هذه الأمور التي يدعي معرفتها إما عن جهل وهذا هو الواضح أو عن كذب كبر وتضخم في رأسه الصغير حتى صدق الكذبة فباتت في عينيه صدقاً لا يحتمل الكذب ولا التزوير وهذه النوعية نراها في حياتنا تروج لفشل اللقاح وعدم فاعليته ونظرية المؤامرة لفيروس كورونا، وتحبط الناس من التعافي من هذا الوباء، وأن الإغلاق والحظر خياران قائمان على طاولة المسؤولين ويعطون نظرة سوداوية لكل شيء في الوقت الذي يحتاج من حولهم لمن يزيدهم أملاً في الحياة، وأن هذا البلاء سوف يرفعه الله قريباً بإذن الله، وتعود الأمور لطبيعتها حتى وإن ظلت آثار هذا الابتلاء ماثلة في كل بيت وشارع. وفي المقابل وعوضاً عن التقدير المطلوب الذي يجب أن يشعر به كل شخص تجاه جهود الدولة المكثفة لتفادي خسائر أكبر في الأرواح والماديات وتقديم كل ما يمكنها تقديمه لإنقاذ المصابين ممن حالتهم حرجة من شبح الموت تأتيك هذه الجماعة السيئة لتقلل حتى من هذه الجهود وتستصغرها وتنتقد كل صغيرة وكبيرة من هذه التضحيات الكبيرة التي تكبد الحكومة مالاً وجهداً ووقتاً وإمكانيات والأهم أن هناك من يضحي بحياته لأجل إنقاذ حياة أخرى وأعني من الصفوف الأولى من كادر الأطباء والممرضين والفنيين والعاملين في القطاع الصحي والأمني الذين يعدون من بين المصابين والمتوفين بسبب كوفيد - 19، ناهيكم عن الأفلام المتخيلة التي يحاول هؤلاء نسجها عن السلالات المتحورة من الفيروس، والتي للأسف دخلت إلى بلادنا بلا حول لنا ولا قوة وترويع الآخرين بمعلومات مضللة لم تؤخذ من المصادر الرسمية وكل هذا يزيد من عبء الدولة التي تحاول حتى هذه اللحظة وقف عداد الموتى وبذل الغالي والنفيس لأجل هذا الهدف وتوعية المجتمع أن الفيروس حقيقة لمن لا يزال يظن أنه وهم، وعليهم أن يلتزموا بكل الإجراءات المطلوبة ليقوا أنفسهم وأهاليهم شر هذا الفيروس ومضاعفاته. وأدعو من منبري هذا وزارة الداخلية الموقرة التي تعلن عبر منصاتها عن أسماء من يخل بهذه الإجراءات على اختلافها سواء بالوسائل الوقائية أو بشروط العزل المنزلي أن تعلن أيضا عن عقوبة كل اسم من هذه الأسماء لكي لا يأمن الآخرون العقاب فيسيئون الأدب. [email protected] @ebtesam777