11 سبتمبر 2025

تسجيل

الغذاء مقابل الكرامة

12 أبريل 2021

كمّ الآراء التي نشرها عدد من الإعلاميين العرب تعليقاً على خبر انضمام وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو لشبكة "فوكس نيوز"، تنمّ عن ثقة إعلامية مبالغ بها وسابقة لأوانها، فالسيد المذكور سيتخذ من "فوكس نيوز" منصة لترويج "النظريات الترمبية" الجيوسياسية، وسيقوم بالتنظير السياسي أمام الجمهور الأمريكي أولاً ومن ثم الدولي؛ حبّذا لو انصب هذا الكمّ من الانتقادات على شخصيات سياسية غربية تورطت بجرائم حرب ولم تكتفِ بشاشة التلفاز بل جاءت إلى بلادنا مجدداً تحت مسميات دبلوماسية أُممية مثال "المبعوث الخاص للشرق الأوسط" و"منسق عملية السلام" و"كبير المفاوضين"، وما تحمله هذه المسميات من حصانات وامتيازات وكرامة لم يحلم بها أي مواطن عربي "صالح" عاش خادماً للحكومات.. ومات وهو يصلي الجماعة. كجماعة لم نعد نحتمل المعلومات الهائلة والمتسارعة حول كوفيد - 19، وأحدثها أنّ لقاح "فايزر" غير فعّال أمام السلالة الأفريقية الجنوبية، التي تنتشر في كل دول العالم ما عدا أفريقيا نفسها. نعم، أغلب الدول الأفريقية لا تمتلك مقوّمات الرصد والتسجيل والإحصاء، ولكن لماذا تُفضل هذه السلالة المتحورة الشريرة الهجرة إلى الدول الغنية أكثر وتبتعد عن الفقراء أغلب دول العالم؟ ربّما صدفة. الصدفة أيضاً دفعت الصين لتكون موطن الأثرياء الجُدد مع انضمام 205 مليارديرات جدد منها إلى لائحة فوربس لأغنياء العالم، هذه الدولة التي سرعت إنتاجها من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ودخلت إلى كل منزل، وصدرت الأدوات والمعدات الطبية والكمامات التي أقفلت أفواهنا مع ختم "صنع في الصين"، واتجهت نحو أمريكا - الدولة الأولى على لائحة الصادرات الصينية-. صحّة المواطن الأمريكي جيمس إنغارغيولا، أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية والبالغ من العمر 95 عاماً، لفتت نظر الأطباء بعد تغلبّه على كوفيد - 19 ونجاته من السرطان مرتين. والسرّ بحسب "جيمس" يكمن في الموسيقى وتحديداً في أغاني "فرانك سيناترا"، وهذا ما يُعزز صحة سيناريو "المغنى حياة الروح يسمعها العليل تفشيه" ولو في أصعب الظروف. ظروف صعبة يمرّ بها "الحبيب" الذي أنفق أكثر من 181 ألف دولار أمريكي على محبوبته إلكترونياً في إحدى الدول الخليجية، حيث تسوّقت المحبوبة من بطاقته المصرفية بموافقته على مدى أشهر، وعندما طلبها للزواج رفضته فرفع شكوى قضائية عليها بتهمة النصب والاحتيال، أتساءل عن الإيموجي الذي كلّفه كلّ هذه الدولارات؟. غلاء المعيشة في لبنان يتصاعد مع ارتفاع مؤشر وقاحة الأحزاب في توزيع المعونات على المواطنين الحاملين لبطاقات حزبية صفراء وبيضاء وبرتقالية وخضراء وغيرها. زيتٌ وبهارات إقليمية ومعكرونة أوروبية ومشروبات أمريكية مُعبأة بصناديق حزبية في معادلة الغذاء مقابل الكرامة الإنسانية، في المقابل تُصدّر المنتوجات اللبنانية نحو الأسواق العالمية، وهكذا تتكرّس سلطة الأحزاب ويزداد التجار أتباع هذه الأحزاب غنى وبطشاً، فيما يستمر المواطن اللبناني الأصيل بمتابعة "باب الحارة" في حنين غير منقطع النظير إلى الشام.. وما أدراك ما الشام في تقرير مصير لبنان. الحنين أيضاً إلى رمضان الماضي يتجدد في ظل الإجراءات الاحترازية، لقد حرمتنا الجائحة من الجلسات الرمضانية العائلية لكنها منحتنا الوقت لإدراك أهمية علاقتنا مع أنفسنا ومحاولة إدراك ما تحتاجه أرواحنا لتشفى وتنطلق في عطاء جديد. مبارك علينا وعليكم الشهر الفضيل.. وجعلنا وإياكم ممّن استكمل الأجر.