08 أكتوبر 2025
تسجيلسرحت بذهني لحظة وكأنني أسمع الخبر أن الوباء قد رفع عنها وأنا أسير في شوارع الدوحة والسيارات تسير بهدوء وانتظام فدخلت مبنى العمل الذي كان منذ شهر يعج بالناس الذين يقفون أمام محلات القهوة ويتجمعون فيهم ومنهم فتيات كنا نتمنى لو ارتدين عباءات طويلة وغطين مفرق رؤوسهن، وها أراهن كما تمنيت بالعباءة المستورة والحجاب الذي يغطي كل شعرة في رأسهن واختفت الهواتف والسماعات من آذانهن. دخلت المجمع الاستهلاكي الذي كان يعج بالوافدين الأجانب المتجمعين وترتدي النساء منهن الملابس القصيرة العارية للكتفين،فإذا هؤلاء قد ارتدين الملابس الطويلة ولا تجمع أمام طاولات الطعام المتراصة ولا ضحكات بين المتواجدين. ذهبت إلى المجمع الكبير المحلات منظمة البائعات مستورات لا فتيات صغيرات يتجولن لوحدهن كل رب أسرة مع بناته وزوجته وأولاده، لا ملابس نسائية معروضة على الواجهات، المطاعم كل من فيها جلوس باحترام والنادلات يرتدين الملابس المناسبة للعمل. وما أجمل مشهد المساجد وهي مليئة بالمصلين في أغلب أوقات الصلاة ولا سيما صلاة الفجر والتي اشتقنا إليها وبدأت فيها صلاة التراويح والقيام وخشي أغلبنا إننا لن نشهدها والحمد لله لم يخيب الله أملنا واستجاب دعاءنا. وها تلك الحفلات التي لا تقدم فيها إلا الفواكه والحلويات التي لا تكلف وخاصة حفلات الزفاف التي قلت فيها مظاهر التكلف وطغى عليها البساطة والمدعوين يبتسمون وترتسم على وجوههم الفرحة والمتعة عكس ما كان من قبل من التصنع ومحاولة إبراز التفاخر وارتداء أغلى الملابس، كما كان العشاء يقدم بشكل بسيط ويتناوله الجميع، لا طعام يلقى ولم تمسه الأيدي ولا مشاهد تؤلم القلب من تكاليف باهظة على تنظيم المكان من زهور وحلويات. البيت أصبح أكثر ألفة ونادرا ما يخرج الوالدان بعد العمل من البيت وعلاقتهما بالأبناء اتسمت بالحوار والنقاش الهادف وتعرف الجميع على ما يهتم به غيره، وزادت أواصر العلاقات بين الأهل. ودخلنا المطار وأدهشنا اختفاء أمور كنا نتضايق منها والجميع يعرفها. وظللت في حالتي تلك حتى أفقت على رنة هاتف من ابنتي تخبرني عن عدد الحالات المسجلة في هذا اليوم، ولتسمع مني دعاء بأن يرفع عنا هذ المرض وفرح بعودة الحياة بشكل مختلف يسر الجميع. [email protected]