09 سبتمبر 2025

تسجيل

حتى لا تجوع الطيور !

12 أبريل 2020

قرأت بأن أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وأرضاه قال: "انثروا القمح على قمم الجبال حتى لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين" وفي رواية أخرى "حتى لا يقال جاع طير في زمن عمر". عندما يصل الحال بالحاكم إلى الإحساس بمسؤوليته عن كل المخلوقات وليس البشر فقط فنحن في أرقى الأزمنة حيث وصل الحال باقتصاد البلاد الإسلامية ذروته وفتحت خزائن الدولة لمساعدة من هم خارج بلاد المسلمين. ولا ننسى كذلك مقولة أمير المؤمنين ثاني الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه عندما قال: "لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لمَ لم تعبد لها الطريق يا عمر!". أين حكامنا من العمرين؟ وهل لكائن من كان من البشر في عصرنا الحالي أن يصل بعدله كالفاروق أو بالاكتفاء كعهد عمر بن عبدالعزيز؟ أم تغير الحال كثيراً واختلفت المعطيات والإمكانيات والالتزامات حيال الأعداد المتزايدة من البشر وقد تغير حال المسلمين كثيراً وبالتالي تغير حال الحكام (كما تكونوا يولى عليكم). نتساءل: من المسؤول عن ملايين البشر اللاجئين المهجرين الجائعين؟ من المسؤول عن الضياع الذي تعيشه شعوب الدمار أو ما يسمى الربيع العربي؟ من المسؤول عن ملايين العرب البؤساء من أطفال ونساء وشيوخ؟ قبل أن نسأل من المسؤول عن البغال والطيور فلنتأمل ماذا حدث للطيور والبغال في عهد عمر وماذا يحدث للعرب والمسلمين في هذا الدهر!! إنه الإحساس بالمسؤولية وتحمل الأمانة، ذلك الحمل الثقيل الذي عرضه المولى عز وجل على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولًا. آخر الكلام ليتهم طيور في عهد عمر أو حتى بغال ! ولا بشر في مثل هذه الأحوال... [email protected]