28 أكتوبر 2025

تسجيل

لقاء تميم بترامب أصاب الصغار بانفصام

12 أبريل 2018

شكّلت الزيارة التاريخية لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للولايات المتحدة ألأمريكية ولقاءاته المهمة بالرئيس الأمريكي ووزير دفاعه وبعدد من المسئولين الأمريكيين أهمية كبرى ، نالت على اثرها متابعة واهتماما من قبل كبرى وسائل الإعلام العالمية، التي أشادت بالدور المحوري لقطر كقوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج العربي وهو ما ترجمه النهج السياسي لقطر منذ نشأتها  حتى يومنا هذا. ولعل تأكيد الرئيس الأمريكي بالدور القطري في محاربة الإرهاب وما يشكله التحالف بين واشنطن والدوحة في هذا الإطار يعزز هذا التوافق الذي لا يعد جديداً أو أمراً طارئاً بين البلدين وإنما كان له وجوده العملي منذ سنوات طويلة يتمثل في تواجد قاعدة العديد الجوية التي تعتبر مركز العمليات في المنطقة لمكافحة الإرهاب. ولعل ما تناولته عدد من الصحف الأمريكية والقنوات الفضائية ما تضمنه اللقاء المهم بين أمير قطر والرئيس الأمريكي يوضح مدى أهمية ما تطرقا إليه من مواضيع حساسة تتعلق بأمن منطقة الخليج وضرورة أن يكون لأمريكا دور أكبر في حل الأزمة الخليجية التي بدورها ستُسهم في تمكين شركاء الولايات المتحدة في مجابهة المخاطر الإقليمية التي قد تهدد بقاء هذه المنظمة الخليجية. صحيفة نيويورك تايمز وصفت اللقاء بين الزعيمين  بأنه: انتصار لقطر، تجلّى ذاك عندما قام الرئيس ترامب بإبلاغ سمو أمير قطر بأنه بات يرى أن الدول " المحاصرة " لقطر هي التي " تعرقل " إيجاد حل. وهو الأمر الذي وصفة مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قائلاً " إن موقف ترامب تغيّر عن موقف سابق له، إلى موقف آخر يتعاطف فيه مع قطر، لمقاومتها الحصار المفروض عليها منذ الخامس من يونيو 2017 " وأبرز ما نقلته الصحيفة نفسها عن تصريح المسؤول نفسه أن ترامب يعتقد أن المعرقل الرئيسي لتسوية الأزمة الخليجية ليس قطر بل " الإمارات " وانه يدفع باتجاه تسوية هذه الأزمة. صحيفة الواشنطن بوست بدورها تطرقت إلى الدور الذي لعبه ترامب في بداية الأزمة الخليجية عندما انحاز إلى السعودية والإمارات، غير أنه عدّل موقفه في الأشهر الأخيرة، ومنذ ذلك الحين اتخذت قطر خطوات مهمة لمعالجة مخاوف الولايات المتحدة ودحض كل المؤامرات والتزوير والافتراءات التي تدّعيها دول الحصار في اتهام قطر بدعمها وتمويلها للإرهاب، وهو ما تم ترجمته على أرض الواقع عندما سمحت الدوحة لمسئولي وزارة المالية في البنك المركزي بتفعيل المساءلة وتشديد الضوابط لمنع تمويل الإرهاب، غير أن هذه الإجراءات لم توقف جماح دول الحصار في الضغط على قطر دبلوماسياً ومالياً. انتهى كلام الصحيفة. ومن الواضح أن الثمرات التي خرجت بها هذه الزيارة من شأنها أن تفرض سياسة الأمر الواقع على دول الحصار لرفع حصارهم الجائر غير المبرر له وبشكل فوري بعد مرور أكثر من 10 شهور مارسوا فيها أعتى وأخبث السبل والممارسات لشرعنة حصارهم والنيل من سيادة ومكانة دولة قطر وقيادتها. فاصلة أخيرة كلّما زادت حسرتهم وخسائرهم في حربهم الظالمة ضد اليمن وأهله زادوا غيّا وتآمراً على قطر، حتى باتوا يروّجون لقناتهم البحرية المزعومة ويزعمون بأنهم قادرون على تغيير الجغرافيا لتلقين من يعتبرونه عدواً درساً في التعامل مع الكبار. مصيبتهم أنهم أكدّوا للعالم أجمع من هم الصغار ومن هم الكبار.