19 سبتمبر 2025
تسجيل* قرأنا عن الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وشاءت الأقدار أن نعيش حروباً مختلفة وقريبة، وأن نشاهد أحداثًا وثورات ومظاهرات واحتجاجات، شاهدنا وعايشنا تاريخًا حافلًا فيه من الخيبات والصدمات والدموع والقهر وغيره من عجائب السياسة ودهاليزها المخيفة.. لنكون نحن جزءاً من حصار فرض علينا. أدركنا حكمته وخيره لنكون ضمن أزمة عالمية.. * لم نكن نتخيل ولو مجرد فكرة أو خاطر يزورنا إننا نعيش وباء عالمياً، واحترازات وتعليق الدراسة والحجر بسبب وباء سريع الانتشار ومخيف كالكورونا!، كنا نشاهد أفلاماً عالمية ونقرأ قصص المجاعة والطاعون وغيرهما من أوبئة تنتشر في العالم، وتحديدا ما تعرضت له منطقة شبه الجزيرة من مجاعة ومن انتشار الطاعون، وما كان من احترازات وقصص ومواقف في احتواء الأزمات. * سجل التاريخ أوبئة بداية من الطاعون إلى الإنفلونزا إلى الإيدز إلى إنفلونزا الخنازير إلى أيبولا ووصولا إلى الكورونا - حفظنا الله ووقانا شره وانتشاره-، ومن التاريخ موقف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام فلما جاء بسرغ بلغه أن الوباء وقع بالشام فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه فرجع عمر من سرغ. * وبين كل تلك الأحداث من المهم التحلي بالصبر وتوخي الحذر والعمل الجاد للسيطرة على هذا الوباء والتكاتف في هذا الوقت المعنى الحقيقي لحب الوطن، فالأزمات تتنوع وتختلف وتبقى إستراتيجية السيطرة والتحكم والحكمة هي أسياد الموقف، فما كان من حصار نعمة أدركنا قيمته وأهمية الالتفات لمصلحة الوطن، هذا الوطن الذي يحتاج لأبنائه والمقيمين لبنائه والعمل له في كل ظروفه وأحواله رخاء وشدة وفي كل الأحوال والظروف أمر المؤمن خير ورحمة الله قريبة من عباده.. ولن يدوم ذلك الوباء وسيكون بإذن الله تاريخًا ترويه وتكتبه الأجيال الحالية للأجيال والأحفاد القادمة.. * مع هذه الأزمة وما رافقها من سياسات وقائية ومنها الإجازات للمدارس والجامعات والتحذير من الخروج والتجمعات فرصة لعودة الحوار الأسري، والترابط والتقارب والتعارف للبعض داخل البيت الواحد للأسف! فملازمة البيت واجب وطني.. يجب أن يقدر ويحترم.. ◄ آخر جرة قلم: الحرص والاهتمام مهم على الذات وعلى الآخرين صغارًا وكبارًا.. من المهم تلقي المعلومة من مصادرها ومن المهم اتخاذ الوقاية..الشائعات والترويع ونشر الأخبار والتغريدات وغيرها لا طائل منها إلا الإرباك ومنع التركيز في احتواء المرض.. ورغم كل ذلك نحن في نعمة عظيمة وأمان لسعي الدولة بمؤسساتها المختلفة لاحتواء الأزمة، حيث لا يتحقق الأمن والسلامة والقضاء على هذا الوباء والحد منه، إلا بالتعاون والاهتمام. ومن الأنانية عدم العزلة والتواجد في الحجر والعناد والكبر على القرار وتوجه الدولة. وبإذن الله وباء وسينقضي وتعود الحياة لطبيعتها ورحمة الله بعباده لا تتوقف فسبحانه معنا:( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا). Tw:salwaalmulla