17 سبتمبر 2025
تسجيلأنعم الله على دولتنا الحبيبة قطر بنعمة الأمن والاستقرار وحباها بمناخ وظيفي واستثماري ناجح، مما جعل منها وجهة مفضلة للإقامة والاستثمار، تؤمّها جموع كثيرة من مختلف دول العالم للاستفادة من الفرص الاستثمارية والوظيفية المشجعة. وقد تعايشنا عبر أزمان ممتدة مع كثير من إخوتنا المقيمين من أشقائنا العرب وغيرهم، وشكلنا معهم شعبا واحدا ضمن نسيج اجتماعي متماسك تسود خلاله قيم الاحترام والتقدير المتبادل، والألفة والعمل المشترك والتعاون البناء في نهضة وازدهار البلاد في شتى المجالات. وكم قدم المقيمون لهذا البلد الطيب وأهله الكرام من خدمات جليلة، منهم من تتلمذنا على أيديهم فكانوا نعم المربون، ومنهم أطباء جعلهم الله سببا في شفائنا من الأمراض والأوبئة، ومنهم مهندسون بارعون صمموا ونفذوا كثيرا من المشروعات الحيوية الكبرى، ومنهم قضاة ودعاة فضلاء وعلماء أجلاء، وموظفون مخلصون بذلوا جهودا جبارة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، منهم من رحلوا عن دنيانا، ومنهم من وصلوا سن التقاعد ومنهم من عادوا الى أوطانهم وما زالوا يحملون لهذا البلد المعطاء وأهله أصدق مشاعر الود والوفاء، وآخرون تعرضوا للاستغناء عن خدماتهم وهم ما يزالون في سن العطاء والانتاجية لأسباب خارجة عن إرادتهم. وقد سجل المقيمون معنا مواقف مشرفة وقدموا للعالم مثالا يحتذى في الولاء والتضامن مع قطر قيادة وشعبا في مواجهة الأزمة الراهنة والحصار الجائر المفروض على بلادنا منذ ما يقرب من عامين. وشكلوا مع المواطنين جبهة داخلية محصنة في وجه الحصار الظالم، وأصدرت الجاليات المقيمة في قطر بيانات تضامنية تعلن وقوفها مع قطر ورفضها المساس بسيادتها وقرارها المستقل. وقد جاء تقدير جهود المقيمين والثناء على مواقفهم النبيلة على أعلى المستويات حينما أعلن سمو الأمير - حفظه الله - اعتزازه بالمقيمين والإشادة بصمودهم في ظروف الحصار من أعلى منبر عالمي في خطابه السامي للأمم المتحدة، وهو أول زعيم عربي يعرب عن اعتزازه بالمقيمين في خطاب رسمي. ونظرا لبعض الضغوط والمواقف السياسية من دول الحصار فإن بعض المقيمين معنا قد تضرروا وصاروا ضحية الاستغناء عن خدماتهم رغم حاجة العمل إليهم، وحاجتهم إلى مصدر دخل يخفف عنهم أعباء المعيشة ويعينهم في سداد بعض القروض، وخاصة أصحاب العائلات، ومن هنا نناشد أصحاب القرار في قطر الخير بالنظر في حال هؤلاء، إما بإعادتهم الى العمل أو بالسماح لهم بنقل كفالتهم إلى جهات أخرى. فنحن في بلاد الخير ونصرة الحقوق وإنصاف المظلوم، ولكل المقيمين نقول: اطمئنوا فأنتم في كعبة المضيوم، التي قدمت للعالم نبراسا للحق والعدل والسلام. [email protected]