12 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة إلى الشيخ السديس

12 مارس 2015

لصالح أبناء الأمة ولإنقاذ ما يمكن انقاذه أوجه رسالتي من هذا المنبر إلى فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبد العزيزالسديس -حفظه الله - بصفته رئيس الحرمين الشريفين، وكلى أمل أن تصل إلى يديه الكريمتين وأن يؤخذ بمحتواها لوجه الله تعالى ونصرة لدين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام..وأقول فيها.. فضيلة الشيخ..مصداقاً لقول نبي الأمة ورسولها ها قد تكالبت الأمم والدول والعصابات على أمة الإسلام ونهشت بمخالبها الحاقدة القاسية ولسانها الدبلوماسي وباقتدار حتى أصبحت دولنا خراباً ومعتقداتنا ضباباً!انتشر الألم والفساد واستشرى الضعف في وجدان الشباب وغيبت العقول بدهاء ومكر وزادت رقعة الظلام وأصبح أهل السنة والجماعة الفئة المنبوذة المحاربة عالمياً لاحول لهم ولا قوة.فضيلة الشيخ .. لا قوة لنا إلا بالرجوع إلى نهج النبوة. ولن ننهض إلا بالعلم ومن لدن الحرمين الشريفين. فبين حياة البذخ والإعلام الفاسد والثقافة الماجنة وحيل الأمم وتفلسفها، ضاع أبناؤنا أمام ناظرينا. وفي هذا السواد العظيم لا بد من بقعة ضوء تكون موطئاً للقدم لدحره وهذه البقعة هي الديار المقدسة التي لم تعد تقتصر زيارتها على مواسم محددة، ولم تعد تخلو من عباد الله، أسراً وافراداً من كل حدب وصوب، ينشدون الراحة والرحمة.فضيلة الشيخ.. يجب أن ننتهز الفرصة في كسب عقول الشباب، أمل الأمة وقادتها..وأن يتم التواصل معهم بأسلوب آخر بجانب الموجود..فلم يعد يشد انتباه الشباب وعقولهم الشيوخ الأجلاء المنتشرون بين الصلوات لإعطاء المحاضرات..فعقولهم بفعل المدنية لوثت وأفكارهم جَمحَت عن الإعلام والأفكار، فيريدون الأخذ والعطاء، كما أنهم يحتاجون إلى العلم الصحيح. وهذا يكون بالدورات التدريبية وورش العمل بالأسلوب الحديث.فضيلة الشيخ..الملك سلمان - حفظه الله - وملوك المملكة المتعاقبون خدّام الحرمين الشريفين رحمهم الله ، لم يألوا جهداً في توسعة الحرمين في مكة والمدينة.. فحبذا لو اصطحب ذلك توسعة نوعية في توصيل الرسالة العلمية وتطوير الأساليب الدعوية لكسب شباب الأمة..فلا تقتصر الزيارة على الصلاة والعبادة والتسوق، بل نضيف إليها العلوم، من خلال تنظيم الدورات التدريبية لكافة المستويات بشهادات مصدّقة من مكة والمدينة، وفي ذلك خيرعظيم، منها الاستفادة من علم علماء الأمّة السوي البعيد عن الضلال والانحراف وإعادة بناء المسلم الصحيح نفسياً وذهنياً، واقتصادياً في تحريك الاستثماروتوظيف الأيادي لخدمة المشروع. وسياحة دينية علمية إذا تم توفير دورات قصيرة وطويلة يسوق لها عالمياً..ففي ذلك خدمة عظيمة للدين وزيادة رقعة النور.تصوروا فضيلتكم.. شعورمن يتسلم بيمينه شهادة صادرة من رئاسة الحرمين الشريفين، ومدى انعكاسها على مستقبله ومستقبل أمته.فضيلة الشيخ.. نريد أن تكون زيارتنا مباركة متكاملة..والأمر بين أياديكم الكريمة.