13 سبتمبر 2025

تسجيل

غابت الحكمة وضاعت معها آمال الأمة

12 مارس 2014

لم يسبق لمجلس التعاون الخليجي أن تعرض لانتكاسة كبيرة وسابقة لم يشهدها منذ نشأته قبل 33 عاماً كمثل ما يتعرض له في هذه الأيام، تناقض غريب وتصرف غير حكيم وغير متوقع من دول شقيقة جعلوا اختلاف رؤاهم السياسية مع سياسة قطر الخارجية شماعة يعلقون عليها اتخاذ آرائهم ويتسترون خلفها، ولكن إذا علم السبب بطل العجب!! في كل القضايا الخارجية التي تتعاطى معها السياسة القطرية لم تكن هناك أي سرية تُذكر ولم يكن لقطر أي تصرف يوحي بأنها تتعمد إلحاق الضرر أو الإساءة بأي طرف يُذكر ناهيك إن كان هذا الطرف من الأشقاء بدول المجلس لأنها تعتمد الشفافية والصراحة المبنية على الواقع الذي نعيشه في هذه الظروف العصيبة، بل على العكس فرغم تباين المواقف والرؤى السياسية بينها وبين الدول الخليجية تجاه بعض القضايا العربية كالقضية المصرية او السورية إلا أنها مع ذلك أبدت احترامها وعدم تدخلها في هذه المواقف والرؤى ولم تبدِ أي نوايا من شأنها زعزعة العلاقات بينها وبين هذه الدول الشقيقة.والغريب في الأمر عندما يتحدث البيان "الثلاثي الخليجي" المنفرد عن باقي أعضاء المجلس ويقول بأن قطر تتدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول!! بينما الحقيقة التي لم تُعلنها هذه الدول أن السبب هو سياسة قطر الخارجية تجاه القضايا العربية والإقليمية وعلى رأسها القضيتين المصرية والسورية والتي بوجهة نظرهم أنها تخالف سياساتهم وهي بمثابة التدخل في شئونهم الداخلية!!إذن من الواضح أنهم يريدون لقطر أن تنتهج بمنهجهم وتكون دولة "إمعة" لا مبدأ لها ولا رأي لها وبوصلتها السياسية تكون بيد غيرها حتى لا يفسر ذلك بأنه عداء لمبادئ ومصالح هذه الدول!!مشكلة هذا التحالف الثلاثي أنه خرج منفرداً برأيه وبمعزل عن الدول الخليجية الأخرى رغم أن هذا مخالف للــ اللائحة التأسيسية وقوانين مجلس التعاون الخليجي، وهم الذين كانوا يرددون مقولة أن " قطر تُغرد خارج السرب " ولكن الحقيقة تنافي إدعاءاتهم، وكان من الواجب عليهم أن يعقدوا إجتماعاً طارئاً للمجلس ومشاورة الدول الخليجية وتحت قبة واحدة وفي جو ديمقراطي لمشاورة أشقائهم حول هذا الأمر، ولكنهم للأسف لم يدر بخلدهم أن منظومتنا الخليجية نشأت في ظروف عصيبة وتمر الآن بظروف أصعب وتحديات جسيمة وهي حتى الآن لم تحقق أي هدف يسمو إلى تطلعات شعوبها، ولعل هذه الخطوة غير الحكيمة قد تكون احد مسامير نعش هذه المنظمة!! نعلم علم اليقين أن شعوب المنطقة تتألم كثيراً لما وصل إليه حال دولنا من تفرق واتهامات متبادلة بالتدخل في شئون البعض وعدم تحقيق أي هدف منذ إنشاء هذا المجلس، ولكن يبقى الدم الذي يسري في عروقنا كشعوب خليجية هو الرابط الذي يربط بعضنا البعض والرافض لكل صور ردات الفعل التي من شأنها أن تخلق التوتر والفرقة بين دولنا وشعوبنا.حتى العمل الإعلامي الخليجي الذي نعول عليه كثيرا في تماسك شعوبنا لم يسلم من هذا القرار غير العقلاني، اتهامات وسب وقذف وتخوين في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبحت هذه الوسائل ساحة للتعارك والسباب!! وحتى الروح الرياضية لم تسلم هي الأخرى من هذه الخلافات بل زادت من سعيرها بعد أن ربطتها بقراراتها السياسية وقطعت من خلالها أي تعاون بين بعضها البعض دون أي تعليق من قطر وعزاؤها الوحيد قاله كل من كان له علاقة بالوسط الرياضي في قطر بثنائهم على قطر ومسئوليها وأهلها الطيبين. فاصلة أخيرةأمر مؤسف يجعلنا نقرأ الفاتحة على روح منظومتنا الخليجية ونصلي عليها صلاة الميت من غير إمام!! فما دامت الحكمة غائبة فلننتظر استفحال الفتن التي لعن الله موقدها، ولنُشمت بنا الأعداء من حولنا والذين كانوا هم الأولى بسحب سفرائهم منها لاسيما وأنهم محتلون لجزر احداها وداعمين لجماعات تخريبية في الثانية والثالثة !!