14 أكتوبر 2025
تسجيلأيام قليلة مضت احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة ، وهو اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، وفيه يحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء. وفي بعض الدول تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم تقديراً لدورهن في المجتمع.. ويعتبر هذا اليوم فرصة لاستذكار دور المرأة في التنمية، وللعلم فإن أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عقد في باريس عام 1945. وهو اتحاد يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وهو أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة..هذا اليوم المتميز للمرأة يدفعنا الى استذكار ما قدمته هذه المرأة طوال تاريخها من مساهمات، خدمت فيها البشرية، فهناك نساء سجل التاريخ اسماءهن بأحرف من نور، وقدمن منجزات ما زالت المجتمعات العالمية تقدرها وتعتبرها اضافات نبيلة في لبنة جدار المجتمع الانساني، الذي اسهم فيه الرجل، كما اسهمت المرأة بنبوغها في العديد من المعارف ذات الاتجاهات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، وحتى السياسية، بل ويشهد لها التاريخ نضالها المشهود لمساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات.. إن دور المرأة في العصر الحديث كان بارزا، فإبان اشتعال الثورات في مصر وتونس وليبيا والعراق واليمن وغيرها وحتى الآن تبوأت المرأة موقع الصدارة من تلك الثورات، فسمع العالم صوتها وهي تطالب بالتغيير، وتنادي بالمساواة رافضة الخنوع والاستسلام انطلاقا من مكانتها كأم وكابنة وكأخت تناصر الحق وتدافع عنه، تعزيزاً لدورها ونضالها الذي لا يقل اهمية عن نضالات الحركة الجماهيرية المطالبة بالتغيير.. اليوم نحن أمام ظاهرة تبوؤ المرأة لمواقعها المهمة في ادارة شؤون البلاد مثلما تتبوأ دورها في إدارة مملكتها داخل المنزل، وهذه ظاهرة تلقى استحساناً مادام طموحها في اطار دورها التنموي في المجتمع، خاصة أن تحركها محفوف برعاية الله، كونها لا تحيد عن تعاليم الإسلام الذي رفع مكانتها وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء كما ذكر في ديننا الحنيف هن شقائق الرجال، وكما قيل أيضاً: خير الناس خيرهم لأهله، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها. وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته.. المرأة في أوروبا كانت مضطهدة وكل الوثائق التاريخية تؤكد ذلك، وقد حاولت بعض نساء اوروبا في تلك الفترة المطالبة بحقوقهن الاجتماعية، في العمل والتعليم ومكافحة تلك النظرة التي كانت سائدة حول بنت حواء، فلقيت مساندة لمطالبها من الكتاب والمفكرين الذين كانوا يؤيدون فكرة تحرر المرأة من بعض الأعراف او القيم التي كانت سائدة، ولكن لم يكن المجتمع يستوعب أن تخرج المرأة إلى العمل أو الحقل الدراسي، فلم يتصور عقله أن تنافسه المرأة في هذا المجال أو الباب الاجتماعي. فبعض علماء الدين ومن باب الحيطة والحذر كان يحرم على المرأة دخول المدارس التعليمية، بل إن البعض اعتبرها سبباً من أسباب فسادها.نسوق هذه الكلمات بمناسبة يوم المرأة العالمي ليس احتفاء بها، بل اعترافاً بوجودها صفاً واحداً مع شقيقها الرجل في مسيرة التنمية، التي يشهدها بلدنا الحبيب على كافة الاصعدة، فأصبح لها بصماتها على قدم المساواة مع الرجل، بل أصبح تطور مجتمعنا مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء، وقدرتهن على المشاركة في التنمية الشاملة. علينا أن نعترف بهذه المناسبة أن المرأة القطرية أصبحت أحد عوامل نجاحنا في مسيرة البناء. وسلامتكم