12 سبتمبر 2025
تسجيلقدم صالون الابداع الثقافى (صالون المبدعين) مركز الابداع الثقافى التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث الأسبوع الماضى، حلقة نقاشية من أهم القضايا التى أصبحت محط أنظار الاعلام المرئى وغير المرئى، واتجاه المسؤولين بوزارة الثقافة والاعلام وهى (عزوف المرأة القطرية عن الاعلام وشارك فيها كوكبة من المختصين من الكوادر النسائية القطرية ولهم بصمة كبيرة فى الاعلام والإذاعة والمسرح والثقافة بشكل عام، وكانت هذه الحلقة الساخنة هى الأولى من نوعها بأن يختص الصالون على العنصر النسائى فقط، والأجمل دارت الحلقة حول العديد من الأسباب الأسرية والثقافية والمجتمعية والتعليمية والاقتصادية التى ساهمت فى العزوف ولوتناولنا منها الجانب الأسرى فاللأسرة عامل أساسى فى هذا الباب وهو نظرة الأسرة للاعلام نظرة تعترض مع العادات والتقاليد، ونظرة المجتمع بأكمله من دخول المرأة للاعلام وظهورها على الساحة الاعلامية وخاصة بالسابق كانت تقتصر المهن التى سوف تعمل بها المرأة على المهن التعليمية وذلك يرجع إلى أنه لاتوجد بها اختلاط وظلت هذه النظرة سنوات طائلة وحتى بدأت تتغير الأن وأصبحت عملية الاختلاط مقبولة وأمر طبيعى للمرأة فى العديد من المهن الأخرى والتى يكتسحها العنصر الرجالى ويرجع ذلك إلى الانفتاح الثقافى التى تمر به قطر الأن وكان له أثر كبير على هذا الجانب، وبدأت معها الأن الرغبة الشديدة لمساهمة المرأة القطرية فى الجانب الاعلامى والظهور على الساحة الاعلامية بشكل أشمل للمساهمة فى النهضة الثقافية القادمة بفكرها وثقافتها وللتعبير عن العنصرالنسائى وقضاياهم ولكن ماذالت العقبات المجتمعية تحيل هذا الجانب من ظهورها اعلاميا نظرا للنظرة التى يراها المجتمع للمرأة فى الاعلام نظرة غير مرضية وذلك بسبب ظهور العديد من النساء فى الاعلام بشكل خارجى لايتناسب مع نظرة المجتمع وحتى وأن كانت هذه المرأة تحمل ثقافة عالية وفكر واسع ولكن المجتمع لاينظر إلى ثقافتها وفكرها ولكن ينظر إلى مظهرها الخارجى فى المرتبة الأولى، ولكننا حتى تتغير هذه النظرة نحتاج إلى أن نضع بصمة ايجابية بالشكل الخارجى والسلوكيات التى تتعلق بالمظهر الخارجى ومصاحب بفكر وثقافة نستطيع من خلالها أن نغير هذه النظرة والتى بالفعل بدأت تخطوها وبدأت أثارها الايجابية تثمر فى عقول وقلوب المجتمع وهى قناة الريان القطرية والتى يعتبر الكادر القطرى يمثل العنصرالرئيسى للعاملين فيها، وإذا تطرقنا إلى الجانب الاقتصادى فهى تعتبر من أهم الجوانب والحوافز المادية التى تهم المواطنات بشكل كبير لمالها من زيادة الاقبال على العمل فى المجال الاعلامى والصحافة بشكل عام، وعلما بأن الحوافز التى تقدم لاتتناسب مع الطفرة التى تمر بها قطر وتشجع من الأقبال للدخول فى مهنة الاعلام، وإذا ألقى الضوء على النظرة العامة التى أصبح ينظر لها المجتمع فى مصداقية الأعلام مع ماتمر به منطقتنا العربية لعب دور كبيرفى أذهانهم حول الالتحاق لهذه المهنة، والدور الكبير الذى يلعبه التعليم من هذا الجانب وأهمية الدور الذى تلعبه المدرسة وأستاذ الجامعة فى غرس مفاهيم الثقافة ومحتوياتها فى نفوسهم والاقتداء بهم وتشجيع الطلاب والطالبات على طرق الجانب الاعلامى والمساهمة فيه بأفكارهم وثقافتهم، وذلك من خلال احياء السيرة الثقافية للعديد من الأدباء والمثقفين العرب الذين أسهموا بالتاريخ الثقافى ووضعوا بصماتهم الابداعية والتى مازالت تحيى عقولنا بسيرتهم المثمرة، ومن جانب اخر البيئة الثقافية القادمة ستلعب الدورالكبير لظهور أكبر عدد من المثقفين والاعلاميين بأن نرى هذه البيئة فى بيوت الأسرة القطرية وأن يرى الأبناء والديهم من المهتمين بالقراءة والاطلاع وحضور الصالونات والمناظرات الثقافية والتى تبث فى نفوس الأبناء وبنفس الطريقة التى نركز فيها على الجوانب الاستهلاكية والترفيهية والاجتماعية فى الوقت الحاضر. وقضية الخجل الاجتماعي الذى يعانى منه النساء والرجال فى الحوار والنقاش والتحدث امام التليفزيون والتصريحات الاعلامية تجد عملية الهروب للظهور بشكل ملحوظ أمامنا وهذا يرجع إلى التنشئة الاجتماعية بحد ذاتها والغياب عن المشاركة فى المجالس والصالونات العائلية والثقافية وتحتاج إلى نلقى الضوء عليها الفترة القادمة وأفضل الطرق التى نستطيع أن نقضى عليها للمرحله المقبلة، مع أن العديد من النساء يحملن العديد من الابداعات الثقافية المتنوعة والتى تثرى الجانب الثقافى والاعلام ولكن أصبحت تحول الأن قضية الخجل الاجتماعى من الظهور. ولذا كلنا نظرة أمل وتفاؤل من أن تتغير النظرة السلبية لظهور المرأة القطرية على الساحة الاعلامية وهذا لن يتغير إلا بوجود نماذج قدوة من النساء القطريات والموثوق في قدراتهم الخارجية وأثر سلوكياتهم الايجابية، وثقافتهم الابداعية من خلال الظهور على رؤية وفكر المواطن القطرى والمسأله ليست تحمل أى نوع من الصعوبة ولكن تحتاج إلى بعض من الوقت لنرى ثمارها.