29 أكتوبر 2025

تسجيل

الأخطاء في الرواية

12 مارس 2013

لرواة الشعر النبطي دورهم الكبير في توثيقه والمحافظة عليه، حتى وصل إلينا نحن المهتمين والمتابعين له والحريصين على نقله، لما لهذا الأدب من أهمية وحفظ بما نسمع عنه على ألسنة من ينتقل إليهم مما يحكى عن الآباء والأجداد والوقائع والأحداث التاريخية التي وثقها لنا الشعر في الكثير من قصائد من عاصر الأحداث ممن سبقونا إلى رحمة الله إن شاء سبحانه وتعالى. ولبعض الرواة أيضاً أخطاؤهم غير المقصودة في نسب القصيدة إلى شاعر وهي لشاعر آخر أو اللبس والخلط بين القصائد التي عادة ما تتوافق في الوزن والقافية.. أو النسيان.. والبشر معرض إلى كل هذه الأخطاء.. وكثيراً ما وصلني من يدعي أن بيتاً أو قصيدة من القصائد المتداولة أنها لأبيه أو لجده، وعند البحث نؤكد أو يتأكد أنها لشاعر آخر.. وكثيراً ما تخوننا الذاكرة ونقع فيما نحذر منه في نسب القصيدة لشاعر آخر.. ومن هذا المنطلق يجب التأكد أو المبادرة بالتصحيح وتكرارها ليعود الحق لأصحابه. ومن باب الذكر بالشيء، فقد روى أحد أصدقائي الأعزاء الشاعر عبدالهادي المسعودي عندما سأله أحد مقدمي برنامج ديوانية شعراء النبط بتليفزيون الكويت عام2001م، عن هذا البيت: حداني على البيت المطرف غلا راعيه ولا يستوي جناب بيته وهو غالي قال هو للشاعر حمد بن محسن النعيمي فقد خانته الذاكرة وبعدما عرضت الحلقة تأكد واتصل بي مشكوراً وكنت بالصدفة في دولة الكويت وصححت اللبس وأكدت أن البيت للشاعر   سلطان بن علي  الهاجري خال الشاعر علي بن سلطان آل سلطان الهاجري الذي غنّى القصيدة على الربابة وغنى أيضاً أبياتي التالية: لا بغيت ادله من العذب مرإبي الطريق جعل ربّي لا يشبّب لمن هي سبّته ون عذلت القلب من جيّهم عيّا يطيق عزتي للعين من حر دمعٍ هلّته من سبايب جادلٍ شلّت القلب الوثيق علّقت به كلبٍ من حشاي وتلّته يا جماعه ويش طب الذي كبده حريق ساهرٍ قد له ليالي يطوّح ونّته كنها ونّة يتيمٍ يغذّى في بريق من حليب مغرزاتٍ لفت به عمّته وان فقدها تم يبكي ولا حوله صديق وان لفت تلغي بغيضٍ عليه أو صكّته عزّتي له يوم ماله صديقٍ في الفريق لا سمع صوته يبكِّي نصاه أو سكّته كتبت عام 1964م وقد حصل اللبس عند الشاعر عبدالهادي والسبب أن القصيدتين مغناتان بصوت علي بن سلطان وفي تاريخ واحد وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.. وشكراً لكل من يسعى جاهداً لتوثيق تراثنا كما يجب.