13 سبتمبر 2025
تسجيللم يتوحد العالم كما توحد اليوم في زلازل سوريا وتركيا ولم يهب العالم كما يهب بالمساعدات العينية والمادية واللوجستية كما يفعل اليوم للمتضررين من زلازل سوريا وتركيا التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى ومثلها من المباني المهدمة ومئات الآلاف من الجرحى، ولا يُعرف العدد من المفقودين من القتلى والجرحى والذين لا يزالون في علم الغيب تحت الأنقاض والركام ممن تواصل فرق البحث والإنقاذ عمليات النجاة والانتشال وتسابق الوقت في أمل بات ضعيفا من وجود ناجين تحت زخم هذا الزلزال المدمر الذي كان في فجر يوم الاثنين الماضي وها نحن على بُعد اسبوع كامل من وقوعه ولا تزال رحمة الله الواسعة تفاجئنا بإنقاذ عدد من العالقين ممن مرت أيام كأنها أعوام وهم في ظلمة الأنقاض وضيق المكان وربما كانوا أحياء وسط عدد من الأموات من عوائلهم ممن كتب الله لهم الموت بهذه الخاتمة المأساوية ونعدهم أنهم بإذن الله في مكان أفضل من دنياهم الصعبة. طوال فترة هذا المصاب العظيم الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا منذ ما يقارب الاسبوع ونحن نسأل أنفسنا من عليه أن يهب لمساعدة إخواننا في هذين البلدين ووجدنا أنه فعلا عند المآسي فإنه يجب أن ننسى الخلافات كما قلت في مقال سابق وغردت بذلك ولكني فعلا وجدت أن المؤمن لأخيه المؤمن كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضا فرأينا دول الخليج تتصدر السباق فقدمت جسورا جوية لمساعدة الأشقاء في سوريا وتركيا فعلى سبيل المثال لا الحصر قد مدت قطر في أولى الساعات لوقوع هذه الزلازل جسرا جويا حمل آلافا من الأطنان من المساعدات العينية واللوجستية والمستشفيات والبيوت المتنقلة لصالح هؤلاء الذين باتوا في ظرف لحظات معدودة بلا سقف يأويهم ولا جدران تحميهم لسعات هذا البرد ودون أي مأوى أو أكل أو شرب وكأن ما مر بهم كابوس فظيع ودوا لو لم يكن حقيقة وأن يستيقظوا منه سريعا ثم أعلنت أيضا عن حملة ( عون وسند ) القطرية الرسمية التي حصدت حتى الآن من أهل الخير في قطر الكريمة قيادة وأرضا وشعبا ملايين الملايين من الريالات لصالح كل هؤلاء ثم كانت المملكة العربية السعودية التي أسهمت هي الأخرى بتضامنها الملموس وجسرها الجوي الفعال بكل الإمدادات المطلوبة وحملتها الشعبية ( ساهم ) التي لم تقل حصيلتها عن حصيلة الحملة القطرية ولا تزال تواصل مجهوداتها لأجل انقشاع هذه الغمة على إخواننا في سوريا وتركيا بإذن الله ثم أسهمت الكويت والسفارة التركية هناك ببادرة رائعة تمثلت في استقبال الأخيرة لعشرات الآلاف من المساهمات والتبرعات العينية والصناديق المليئة بكافة احتياجات المتضررين لشحنها من خلال الخطوط الجوية الكويتية والتركية لمطار أضنة المخصص اليوم لاستقبال كل المساعدات وفرق البحث والإنقاذ التي تنوعت تقريبا من معظم دول الخليج بالإضافة لدول الولايات المتحدة واليابان والصين والنمسا وكندا وألمانيا وبريطانيا ومصر والجزائر وتونس وأذربيجان والعراق وتقريبا من معظم دول العالم التي ترتب صفوفها وفقا للأضرار الجسيمة التي لحقت بالبلاد والعباد في كلا البلدين المسلمين والجميع يبدي استعداده بأن يواصل جهوده لأجل وضع حد للخسائر في الأرواح والممتلكات والحمدلله أننا بتنا في اليوم الواحد نسعد بكثرة الناجين ممن قضوا أياما تحت ثقل الأنقاض ومعظمهم من الأطفال ممن يمكن أن يعودوا يوما حين يكبرون إلى فصول هذه المأساة التي فقدوا فيها آباءهم وأمهاتهم وإخوتهم ويرون على أنهم خرجوا من رحم هذه المأساة رجالا بأجسام أطفال لأنهم عاشوا تجربة مرة وحقيقية لا يعيشها رجال قد بلغوا من العمر ما يجعلهم أصحاب تجارب وخبرة ولذا ندعو الله أن يلطف بالمكلومين والمحرومين من فقدان وخسارة عوائلهم وأن يقضي بالجنة والخاتمة الطيبة في الآخرة لمن قضوا في هذه الزلازل المدمرة وأن يطيب جروح المصابين بلطفه الإلهي العادل فإنه على كل شيء قدير.