وطن الرياضة والأخلاق

تحتل الرياضة موقعا متقدما بين أولويات الدول والمجتمعات المثقفة الواعية، لما للرياضة من فوائد جمة، ومزايا قيمة، يعود نفعها على الأفراد والجماعات، حيث إن مزاولة الأنشطة الرياضية بانتظام تزيد من معدلات اللياقة البدنية والذهنية، وترفع مستوى الإنتاج وتحسن مخرجات الخدمات العامة. ودولتنا العزيزة قطر من أوائل الدول التي اعتنت بهذا المطلب الحضاري، وذلك بتخصيص يوم رياضي على مستوى الدولة، ونشر الوعي بأهمية ممارسة الرياضة وتشجيع كافة فئات المجتمع لاتخاذ الرياضة ثقافة عملية وأسلوب حياة. والرياضة عامل مهم في تمتع الأفراد بصحة جيدة، ومناعة قوية تقيهم - بإذن الله - مخاطر الأمراض العضوية والنفسية. وكلنا مسؤولون عن تصحيح نظرتنا للرياضة باعتبارها نشاطا يصاحبنا داخل البيت وخارجه، وليس مجرد حصر الرياضة في مظاهر وممارسات موسمية او تكلف ارتداء زي معين، والتردد على صالات مغلقة مقابل رسوم مالية. فالعمل المنزلي المبني على التعاون بين أفراد الأسرة أفضل رياضة منتجة، ومن ذلك التدبير المنزلي بالنسبة للنساء والفتيات (طبخ، تنسيق حدائق، ترتيب أثاث، تنظيف زوايا الغرف، والمشي في فناء المنزل، مع بعض التمارين المنشطة للدورة الدموية). أما الرجال والشبان، فإن المشي إلى المسجد لأداء الصلاة والسير إلى الجمعيات وأسواق الفرجان والزراعة وري النباتات، وإجراء بعض اعمال الصيانة المنزلية، مع الاهتمام بالتوازن السليم في تناول الطعام الصحي وفترات النوم وتجنب السهر يعد من أنجح انواع الرياضات. ونحن نحتفل باليوم الرياضي في مثل هذه الأجواء الجميلة المنعشة الباعثة على النشاط والحيوية، فإن احتفالنا بهذه المناسبة لهذا العام يكتسب نكهة مميزة وطابعا خاصا؛ حيث يواكب احتفالات الوطن والمواطن بالإنجاز التاريخي المشرف المتمثل في إحراز منتخبنا الوطني لبطولة آسيا، بعد أن قدم أبطال الأدعم نموذجا يحتذى في التنافس الشريف والأداء الفعال، والأخلاق النبيلة ( الروح الرياضية )، وقدرتهم على تحدي الصعاب ومواجهة التحديات، وكيفية التخطيط السليم لتحقيق الأهداف وصنع الإنجازات. وتجدر الإشارة الى ضرورة التزام الجهات الراعية والجمهور بالتعاليم والشروط الخاصة بالاحتفال باليوم الرياضي، وذلك بالتركيز على الأنشطة والفعاليات الحركية والتوعوية، والتزام اللباس المحتشم، واشتراطات الأمن والسلامة وتقديم الطعام الصحي، مع إبراز هويتنا الأصيلة، واجتناب مظاهر الاستعراضات الراقصة والموسيقى الصاخبة، والحرص على انسيابية الحركة المرورية في كافة المواقع. اللهم متعنا بالصحة والعافية، واجعلنا من عبادك الشاكرين. [email protected]